( هل منعك رفده ؟ )

قال لي : أتظن أنك على الصراط المستقيم طوال الوقت ؟
قلت : لا ، ياسيدي ، فلربما يكون العكس هو الأصح .
قال : أمَنَعَك مدَده ورفده ؟
قلت : لا ، حاشاه فهو الكريم الوهاب .
قال : لاتمنع أحدًا شيئًا تقدر عليه وإن أساء إليك .
قلت : أعلمه أدب المقام لا أكثر .
قال : الأولى أن تتأدب أنت فالله لايمنعك وإن أسأت .
قلت : سمعًا وطاعة يامولانا .
قال : السمع والطاعة مقام ، والأدب والذوق مقام .
قلت : ادع الله لي أن يأدبني ، ويأدبهم .
قال : لاشيئ يأتي منك ، ولكن لابد منك ، والماء من الماء ، والنار من النار .
قلت : نعوذ بالله من النار ، ومن كل قول أو عمل أو حال يقربنا من النار .
قال : الماء أنسب للتراب يا وريث أبي تراب .
قلت : يتوب علينا وعليهم التواب .
قال : دعهم يسيئون وعليك بخاصة نفسك ، فقد قيل لسيد الخلق عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه صلاة و سلامًا يليقان به سبحانه وتعالى إنك لاتهدي من أحببت ، ولكلٍ مقام ، فقط النصيحة والبيان .
قلت : والرفد والمدد ما استطعت .
قال : للقوابل قدر ووسع وطاقة ، فليست المسألة مسألتك وحسب ولكن مسألتهم أيضا .
قلت : أحبهم وأشفق عليهم .
قال : مقتضيات الحب والاشفاق شيء ، وضرورات التربية والتعليم شيئ آخرن أيها الحبيب .
قلت : الله المستعان ، عليه توكلنا وإليه ننيب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى