هل فشلت مهمة جونسون في الإمارات والسعودية ؟ (تقرير)

 

انتهى لقاء رئيس الوزراء البريطاني مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتنقل وكالة الأنباء السعودية بيانًا غير متضمن أي إشارة إلى وعود رسمية أو علنية بزيادة إنتاج المملكة من النفط.

وبالمثل في الإمارات، التقى جونسون ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليصدر البيان النهائي عن اللقاء متضمنًا الحديث عن ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة الأوروبية، فيما يتعلق بالغزو العسكري الروسي لموسكو، دون ورود النفط أو زيادة إنتاج الخام، في جملة رسمية.

ويبدو أن بوريس جونسون -الذي أصدر بيانًا رسميًا قبل الزيارة طالب فيه البلدين بمساعدة أوروبا على التخلي عن واردات الطاقة الروسية- قد عاد إلى بلاده دون تحقيق نجاح يُذكر.

بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، تصاعدت المطالب بضرورة التخلي عن النفط و الغاز الروسيين والبحث عن بدائل أخرى، لا سيما أن دول أوروبا تحصل على نحو 40% من مصادر الطاقة واحتياجاتها الداخلية من الإمدادات الروسية.

وتأتي زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى الإمارات والسعودية، جزءًا من حملة دبلوماسية أوروبية ضخمة، تروج لهذا الاتجاه، وتبحث في الوقت نفسه عن البدائل، حسبما رأت منصة”إس آند بي غلوبال”.

ولكن هل نجح جونسون؟ الإجابة المباشرة حتى الآن هي “لا”، فمطالبة الإمارات والسعودية بزيادة إنتاجهما من النفط تعني قطع شراكة إيجابية استمرت نحو 5 سنوات مع روسيا، وحققت المصلحة لكل الأطراف.

لذا، فالرد الذي حصل عليه جونسون من أبوظبي -حسب مسؤول إماراتي رفض الكشف عن هويته- هو: نحن ملتزمون بخطة “أوبك+”.

ولكن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، خفف لاحقًا من توقعات الأوروبيين بشأن إمكان تعويض النفط الروسي من خلال زيادة الإنتاج، قائلًا إن بلاده لا تزال تدعم تحالف أوبك مع روسيا، ولن ترفع الإنتاج من جانب واحد.وفي الوقت نفسه، لم يتوصل جونسون في الإمارات -التي رأت “ستاندرد آند بورز غلوبال”، أنها أكثر تقبلًا للضغط الذي يمارسه جونسون- لا سيما مع تصريح سفيرها لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، في 9 مارس/آذار، بأن قرار حظر النفط الروسي “سيشجع أوبك على النظر في مستويات إنتاج أعلى”.

وسبقت زيارة رئيس الوزراء البريطاني اجتماعات أوبك+ المقررة في 31 مارس/آذار الجاري، بنحو أسبوعين، التي من المقرر أن تشهد اتفاق المجموعة على مستويات الإنتاج الجديدة في مايو/أيار.

خلال العام الماضي، أي قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، رفضت السعودية والإمارات -بثبات- النداءات المتكررة لرفع إنتاجهما النفطي لتهدئة الأسعار التي كانت ترتفع بوتيرة بطيئة.

وفضّلت الدولتان مواجهة تبعات جائحة كورونا بحذر، والاكتفاء بحماية المكاسب التي تحققت بصعوبة بعد انهيار السوق في عام 2020.

يأتي ذلك، على الرغم من أن السعودية والإمارات تعتبران العضوتين الوحيدتين في منظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك”، اللتين تملكان طاقة إنتاجية فائضة، تمكنهما من المساعدة في تخفيف أزمة الإمدادات الروسية التي سببتها العقوبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى