هل تقضي كونفدرالية “تحالف دول الساحل” على “إيكواس” ؟
أعلنت كونفيدرالية دول الساحل في بيانها الختامي لقمة نيامي أنه تم التشديد على القطيعة مع منظمة “إيكواس”، وعلى ضرورة الدفاع عن السيادة السياسية والأمنية والاقتصادية لكونفدرالية دول الساحل، وطرح مقاربة كونفدرالية سيادية.
حيث ضرب التصدع العميق كيان “إيكواس” ذلك الكيان الذي صمد نحو نصف قرن، وذلك بعدما أعلنت دول مالي والنيجر وبوركينا فاسو الخروج نهائياً من المنظمة، و أن “كونفدرالية دول الساحل” الوليدة بنيت على أساس القضاء على المنظمات المصطنعة والعميلة و جعل ذلك على رأس أولوياتها.
و كانت منطقة الساحل وغرب أفريقيا منذ عقد الستينيات من القرن الماضي قد مرت بعدد من التحولات السياسية والجيوسياسية حيث كان أهم ما يميز تلك الفترة تكرار الانقلابات العسكرية، وفي أكثر من بلد، بل إن بعض البلدان سجل أرقاماً قياسية في عدد الإنقلابات العسكرية، و تصدر التدخل الغربي في المشهد السياسي الأمني و خاصة من الجانب الفرنسي سواء بصورة مباشرة أو عن طريقوكلاء ما أوجد المنطقة في أزمات ثابتة
و جاء الانقلاب على الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كايتا في أغسطس 2020 ، ووصول العقيد أسيمي جويتا إلى رئاسة المجلس العسكري في هذا البلد،ليكون نقطة التحول الأبرز التي تتجه إلى أن تصبح منعطفاً تاريخياً في المنطقة بعدما شهدت البلاد بعض الأحداث الدراماتيكية و الذي أعقبه انقلاب بوركينا فاسو في سبتمبر 2022 بقيادة النقيب الشاب إبراهيم تراوري و أخيراً انقلاب النيجر في يوليو 2023.
موقف دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” حيث اتسم موقف ” إيكواس ” من الانقلابات الثلاثة بالتشدد و جمع بين المقاطعة الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية في حالتي مالي وبوركينا فاسو، وصولاً إلى التلويح الجدي بالتدخل العسكري المباشر في النيجر بعد الإطاحة بالرئيس محمد بازوم. والأخطر أن قادة دول المنظمة تواطئوا مع تهديدات فرنسية كانت أكثر حدة بالتهديد بالعمل العسكري الفرنسي والاستعانة بجيوش أخرى في الإقليم.
روسيا التي انخرطت و لاحقاً ظهر الدور الروسي فيهذه الأحداث في منطقة الساحل من خلال دعم العمليات النوعية التي قام بها الجيش المالي في شمال البلاد صيف 2023 أو من خلال تعزيز التعاون العسكري، وخصوصاً الاستخباراتي مع المجلس العسكري في بوركينا فاسو، وذلك بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة لإطاحة النقيب إبراهيم تراوري في يناير 2024،و يمكن القول أن ظهورها الأقوى كان في النيجر، وخصوصاً مع الظهور العلني للمستشارين العسكريين الروس في نيامي مطلع نيسان/أبريل الماضي، والذي تزامن مع قرار الأخيرة إنهاء التعاون العسكري مع واشنطن وإغلاق قواعدها في البلادو ذلك ما انعكس ووضح جليا في حرص قادة الجيش في النيجر على منح القواعد العسكرية الأميركية التي تم إخلاؤها إلى ضباط ومستشاري الجيش الروسي.