هل تتوقف التسوية بين السعودية وإيران على حوار إقليمي واسع يضم مصر وتركيا

أعلنت إيران أنها مستعدة “في أي وقت” لإعادة العلاقات مع السعودية التي تخوض معها محادثات “بناءة”، وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إن بلاده مستعدة لإعادة العلاقات، لكنه دعا لحوار أوسع يشمل كذلك مصر وتركيا.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن السعودية ترغب في الحوار بشأن ملفات إقليمية، لكنه حوار يركز على العلاقات الثنائية، مشددا على أن طهران “تؤمن بأهمية حوار إقليمي واسع يشمل السعودية ومصر وتركيا لحل مشاكل المنطقة” .
ووصف عبد اللهيان حوار بلاده مع السعودية بأنه “إيجابي وبناء”، وكشف عن عودة الممثلين عن إيران لدى منظمة التعاون الإسلامي إلى مقر المنظمة في مدينة جدة السعودية، معتبرا أنها “خطوة إيجابية”.
تأتي هذه التصريحات قبيل جولة حوار جديدة بين طهران والرياض، حيث أعلن السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي، أن الجولة الخامسة من المحادثات بين إيران والمملكة العربية السعودية سوف تعقد قريبا في العاصمة العراقية بغداد.
قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، عماد أبشناس:
إيران تطالب منذ البداية ببحث الأمور الإقليمية، وعمليا يجب أن يتم هذا بمشاركة جميع الدول التي لديها نفوذ في المنطقة وإيران تعتبر أن السعودية ومصر وتركيا لديها تاريخ في النفوذ في المنطقة، ويتعين أن يتعاونوا في حلحلة الأزمات الإقليمية.
الاجتماعات التي تتم بين إيران والسعودية يجب أن تبحث الخلافات بين إيران والسعودية فقط، وليس أمور تتعلق بدول وشعوب أخرى في المنطقة فيما تقوم السعودية بالتقرير عنها دون حضور هذه الشعوب.
من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، مبارك العاتي، أن “المطالب الإيرانية بعقد حوار إقليمي هي محاولة لتمييع المشاورات التي تجري بينها والمملكة، ومحاولة لكسب مزيد من الوقت، معتبرا أن طهران تسعى لإضعاف الموقف السعودي”.
كما أعرب عن اعتقاده أن القوى الإقليمية التي تدعوها إيران لحوار إقليمي هي قوى مساندة ومعاضدة للموقف الخليجي، مشيرا إلى أن هناك توافق كبير بين السعودية ومصر، كما أن هناك تحسن واضح في العلاقات مع تركيا تظهره الزيارة المرتقبة للرئيس التركي للخليج في فبراير/شباط المقبل.
إلى ذلك، يرى رئيس قسم العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي بمركز جنيف للدراسات، ناصر زهير، أن الأساس لهذه المحادثات هو تراجع خطوة للخلف من كل الأطراف، والجلوس على مائدة المفاوضات، كما أنها قد تعبر عن تغيير في موقف إيران التي كانت ترفض الحديث والتفاوض حول سياساتها الإقليمية.