هل تبدأ إيران إنتاج الغاز من حقل تشالوس في بحر قزوين؟
على الرغم من مواردها الهائلة من الغاز الطبيعي؛ تتخوف إيران من أن شبكة الكهرباء الوطنية تواجه نقصًا في الغاز الطبيعي والكهرباء في فصل الشتاء؛ ما يؤكد الفشل في أداء دور في أمن الطاقة بالمنطقة والاتحاد الأوروبي. ويعتقد بعض محللي الطاقة أن اكتشاف مصادر طاقة جديدة يختلف عن طريقة استخراج هذه الموارد من المياه العميقة؛ حيث يتطلب التنقيب عن النفط والغاز في المياه العميقة تقنية متقدمة وتكاليف عالية. ويُعَد إعطاء أولوية للتأثيرات البيئية المترتبة عن استخراج النفط والغاز من الأمور التي ينبغي على إيران مراعاتها؛ نظرًا للأهمية المتزايدة لعملية تحول الطاقة في جميع دول العالم. إستراتيجية الغاز الإيراني تُولي إستراتيجية الغاز الإيرانية اهتمامًا كبيرًا بإمدادات الاستهلاك المحلي لتقليل استهلاك النفط المحلي وتصدير المزيد من الخام وضخ الغاز الطبيعي في آبار النفط لزيادة الإنتاج. ولم تتمكن طهران من إنتاج موارد النفط والغاز في بحر قزوين بسبب العمق الكبير لتلك الموارد، ونقص الموارد الهيدروكربونية في المنطقة الساحلية. وأعلن موقع “أويل برايس” الإلكتروني الروسي، في أواخر الصيف الماضي، اكتشاف إيران حقل تشالوس للغاز في بحر قزوين، الذي يمكنه توفير 20% من الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا. بي بي وسوكار.. اكتشاف مكثفات غاز قبالة ساحل بحر قزوين ويقع حقل غاز تشالوس في الجزء الجنوبي من بحر قزوين، ويصل عمقه إلى 1250 مترًا ويغطي ما يصل إلى 65% من إجمالي حجم مياه البحر؛ ما يجعل من الصعب استخراجه من هذا الحقل. ومع أن إيران أضاعت الفرصة الذهبية لتصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا بين عامي 2006 و2016؛ يمكنها استخراج النفط والغاز من بحر قزوين عند التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وبعد رفع العقوبات وازدياد رأس المال والتكنولوجيا اللازمين للاستخراج. ومن الطبيعي أن تزداد تكلفة استخراج النفط والغاز، الذي سيكون مجديًا اقتصاديًا بالنظر إلى ديناميكيات سوق الطاقة. التعاون الإيراني-الروسي أشارت مصادر مطلعة على “اتفاقية التعاون لـ20 عامًا” بين إيران وروسيا إلى صفقة لنقل مسؤولية التنقيب في حقل غاز تشالوس وتطويره إلى روسيا، بينما نفت شركة نفط بحر قزوين الروسية تقريرًا أكد الخبر في سبتمبر/أيلول 2021، بحسب موقع “أويل برايس”. وذكر الموقع أن الصفقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات بين البلدين أُبرِمَت في أواخر أكتوبر/تشرين الأول. ورغم أن التقرير لم يحدد المبلغ الدقيق للصفقة؛ فإن المصادر أفادت بأن الشركات الروسية والصينية ستكون لها حصة كبيرة فيها. ونظرًا إلى أن احتياطيات الغاز في الحقل أكبر من المتوقع، بحسب التقرير؛ فإن المؤسسات المالية في ألمانيا والنمسا وإيطاليا ستقدم مليارات الدولارات الإضافية من رأس المال.
وقال خبراء، في وقت سابق، إن احتياطيات هذا الحقل كبيرة لدرجة أنها قد تسمح لإيران بزيادة طاقتها الإنتاجية وتصبح مصدرًا للغاز إلى أوروبا إلى جانب حقل غاز بارس الجنوبي.
وتعتزم روسيا جني 450 مليار دولار على الأقل من صادرات غاز حقل تشالوس من خلال عقدها مع إيران لمدة 20 عامًا، وباستخدام سعر متوسط قيمته 800 دولار لكل 1000 متر مكعب سنويًا، بما في ذلك الحقول البرية والبحرية، وفقًا لموقع “أويل برايس”.
ويمتلك الحقل نحو 48 مليار برميل من النفط و292 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي في الاحتياطيات المؤكدة والمحتملة.
وقد أدى الموقع الإلكتروني الروسي “أويل برايس” دورًا مهمًا في التلاعب بالحقائق وتغيير الوضع القانوني لحوض بحر قزوين؛ ما قلل من حصة إيران من إجمالي عائدات المنطقة.
في المقابل، أظهرت السياسة الخارجية لروسيا، التي تؤدي فيها صادرات الطاقة دورًا مهمًا للغاية، أن موسكو تستخدم جميع الأدوات اللازمة للحفاظ على حصتها في سوق الطاقة؛ ولا يبدو أن روسيا تريد أن يكون لها منافس جديد في السوق الأوروبية، التي تمثل خطها الأحمر.
بدورها، ستجد طهران صعوبة في طرح الغاز الطبيعي في السوق الأوروبية حتى إذا كان استخراج الغاز من حقل تشالوس مجديًا اقتصاديًا.
ويتوجب على إيران حل قضايا ارتفاع الاستهلاك المحلي وتراجع الضغط في حقل بارس الجنوبي، وانتهاء صلاحية عقد تصدير الغاز الإيراني إلى تركيا على المدى القصير، والموقف غير الواضح لصادرات الطاقة في السياسة الخارجية الإيرانية واستمرار السياسة الخارجية المتوترة.
وقد كان بإمكان إيران تحويل الغاز المنتج من حقل تشالوس إلى غاز طبيعي مسال وبيعه في السوق، لكنها تفتقر حاليًا إلى منشآت لإنتاج الغاز الطبيعي المسال.
يجب على طهران أن تأخذ في الاعتبار أن الدول الأوروبية أولت، في السنوات الأخيرة، اهتمامًا خاصًا لمناقشة تحول الطاقة وتقليل حصة الوقود الأحفوري في محفظة الطاقة لديها، كما أن اتجاه الاستثمار في الطاقة المتجددة قد زاد بشكل كبير في جميع أنحاء القارة.
يضاف إلى ذلك أن الاستهلاك السنوي للغاز الطبيعي تراجَع في بعض البلدان، وليست لدى أوروبا حاجة ملحة لاستيراد الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب.
وعلى افتراض وجود مثل هذه الحاجة، يجب على إيران توفير رأس المال اللازم لبناء خطوط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من حقل تشالوس، الذي لا يبدو سهلًا في ظل العقوبات.
ويُعَد عدم الاهتمام بدبلوماسية الطاقة في السياسة الخارجية من القضايا المهمة في إيران، ومن المتوقع أن تزداد الحساسيات العامة بشأن دور روسيا والصين في السياسة الخارجية وسياسة الطاقة الإيرانية في المستقبل.