نيوم السعودية و الطاقة المتجددة
مدينة نيوم السعودية و التي تبلغ تكلفة إنشائها 500 مليار دولار، وتهتمّ مشروعات صناعة الطاقة بمشروعات الهيدروجين الأخضر، وكذلك مشروعات تحلية المياه باستخدام الكهرباء المتجددة وتوفيرها سواء للاستخدام العامّ أو لإنتاج الهيدروجين الأخضر عبر التحليل الكهربائي.
وتُشكّل المدينة حجر الزاوية لخطط المملكة التي تعدّ أكبر مُصدّر للنفط بالعالم، إذ تُسهم في تنويع الاقتصاد الذي يغلب عليه أنشطة الوقود الأحفوري.
وتتسع مدينة نيوم لمليون شخص، على مساحة 26 ألفًا و500 كيلومتر مربع، وتمتد بين حدود السعودية والأردن، عبر مضيق العقبة وشبه جزيرة سيناء المصرية.
وبينما تُعدّ نيوم مدينة محايدة للكربون، تحتضن المدينة أكبر مشروعات الهيدروجين الأخضر في العالم، الذي عكف على تطويره شركة أكوا باور بالتعاون مع الشركة الأميركية إير بروتكتس آند كيميكالز.
ويُخطط للانتهاء من أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم مطلع عام 2026، يتوقعات إنتاجية تصل إلى 240 ألف طن متري سنويًا من الهيدروجين الأخضر، ومعالجة 1.2 طن متري سنويًا من الأمونيا.
كان الرئيس التنفيذي للشركة، نظمي النصر، قد أكد في وقت سابق أن نيوم تُعدّ أول مدينة عالمية تعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنها تواجه بعض التحديات لحداثتها.
وأوضح أن المدينة تنسجم بصورة كبيرة مع المتطلبات البيئية، نظرًا لاعتمادها على الطاقة النظيفة، وأوضح أن المدينة خطت خطوات كبيرة في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى مشروعات الطاقة، تهتم نيوم السعودية بمواجهة التغيرات المناخية، وأخذت شركة نيوم على عاتقها -في يونيو/حزيران العام الماضي- بدء مشروع إنشاء أكبر حديقة مرجانية في العالم بمساحة 100 هكتار، بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
تحمل الحديقة -التي يُنتظر أن تتحول إلى مركز عالمي لرصد جهود حماية الشعاب المرجانية- اسم “جزيرة شوشة المرجانية”، ويُنتظر اكتمالها عام 2025.
و تستعد مدينة نيوم السعودية لإطلاق أولى مناقصات بناء شبكة كهرباء متجددة، خلال العام الجاري، بحزم عطاءات من 400 إلى 800 ميغاواط.
وأكد المدير التنفيذي لشركة نيوم للطاقة، جينس مادريان، أن تلك الحِزم رغم أنها ليست كبيرة فهي تلائم المرحلة الحالية، كاشفًا أن هناك المزيد من المشروعات بعطاءات أكبر مستقبلًا.
وتوقّع مادريان وصول إنتاج شركته للأسواق خلال العام الجاري، لافتًا إلى التصميم الفني لشبكة الكهرباء عالية الجهد الخاصة بالمدينة.
رجّح جينس مادريان تحقيق نمو هائل عبر استيعاب المدينة للصناعات التي تحتاج استهلاك كثيف للكهرباء وإمدادات طاقة متجددة تصل إلى نسبة 100%,وأضاف أن استهلاك الكهرباء يتّسع إلى ما بين 50 إلى 60 تيراواط/ساعة بحدّ أدنى، حسب تصريحاته
وكشف أن مدينة نيوم تُخطط -وفقًا لافتراضاتها الحالية- للاستفادة من 8 إلى 10 غيغاواط من طاقة الرياح، ومن 16 إلى 20 غيغاواط من الطاقة الشمسية.
وفيما يتعلق بالطاقة المتجددة في مدينة نيوم السعودية، أكد مادريان أن كل السيناريوهات مطروحة، وأن إدارة المدينة تترقب أيّة فرص متاحة.
وتطرّق إلى إمكان استفادة نيوم من احتياطيات الطاقة الحرارية الأرضية بالمملكة العربية السعودية، بجانب الاعتماد على الطاقة الشمسية المُركزة في إنتاج المياه النظيفة.