ملتقى الشربيني الثقافي بشبين القناطر يستضيف المفكر نبيل عبد الفتاح

يستضيف ملتقى الشربيني الثقافي( أسسه الزميل الكاتب الصحفي محمود الشربيني أكتوبر ٢٠٢٠) غدا الجمعة واحدًا من ألمع الكتاب والمفكرين ليس على مصر وحدها وانما على مستوى الأمة العربية كلها،وهو ال Senior Advisor كبير مستشاري مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الاستاذ نبيل عبد الفتاح..الكاتب الليبرالي التائق دائما إلى البحث عن اصل الأشياء وحقيقتها، صاحب الرؤية الكلية المبنية على أسس فكرية متينة وثقافة موسوعية ، راسخة القواعد..قوية الدعائم ..مرنة تنهل من التراث وتنقد- وتنقض – خزعبلاته ،وتواكب العصر وعلومه، وتطل على رؤي مفكريه ومؤرخيه..فلاسفته وساسته..حكمائه وعقلائه.. ومبدعيه ومستنيريه.ينشغل بالحاله الدينية في مصر منذ زمن بعيد ، ولعلكم تتذكرون انه أشرف على وضع تقرير شهير عنها يحمل العنوان نفسه ، في نهاية ثمانينات القرن الماضي وبدايات التسعينات ، وقت أن كان مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر علامة من علامات مراكزها البحثية المضيئة ،فقد كان حتي إندلاع ثورة يناير في ٢٠١١ أكثرها رصانة وشهرة وتأثيرًا، وكان مقدرًا لنبيل عبد الفتاح -قبل اصطدامه بالإخوان واحالته إلى التقاعد – أن يتولى إدارة هذا المركز لبعض الوقت، قبل أن يتخلص الإخوان من ازعاجه الدائم برأيه المستنير وأفكاره التقدمية وانتقاداته اللاذعة للخواء والهراء المتشح بثياب اسلامية بالية، واسعة الخروق، بالية النسيج ،عصية الرتق.
لم يتواني نبيل عبد الفتاح- رغم تضرره من احالته إلى التقاعد- عن البقاء في مقاعد المفكرين المستقلين الذين لا يبيعون شرفهم ومصداقيتهم أيا ماكان حجم الاغراء ..فهو لاينتمي لتيار بعينه ، يأسره أو يسجنه في مواقفه وايديولوجياته ، ولا يحسب على سلطة أو على عصر من العصور ،او حاكم أو زعيم .. فهو يختلف مع سياسات عبد الناصر في مجال حقوق الانسان ، ويقدر فيه الانحياز للبسطاء والانجازات الصناعية الكبري ورعايته للثقافه والفنون والآداب ، ويختلف كليا مع سياسات الانحطاط والتبعية والفساد والتقزم في عصر السادات ، وينتقد الجمود الفكري وسياسات تجريف الوطن من مبدعيه ومستنيريه وتهميشهم الدائم ، وتفضيل الدولة المخابراتية الأمنية على الدولة الحديثة التي تدرك أبعادها كبلد مؤثر في العالم ، بحسب حقائق الجغرافيا والتاريخ . وصولا إلى مانحن فيه من سياسات لاتنحاش إلى البناء والتقدم واحترام العدالة والحريات العامية وإماتة الحياة السياسية في مصر .ورغم أنه مفكر نخبوي ،بل ومن كريمة هذه النخبة وفي أعلى ذراها، الا انه بسيط جدا في حديثه مع الناس وفي اقترابه منهم وحتي في تعبيره عنهم ، بالحديث والتواصل .بسيط لا يتعلق بمقتنيات الرفاهيه ، فأراه وترونه يتساوي عنده وفي قرارة نفسه الملابس السينييه و الحُلَل المصنوعة من نسيج مصانع غزل المحلة.. وأعظم الاطعمة عنده هي قرص الطعمية الساخن مع بعض الجرجير والبصل الأخضر .. وكوب القهوة المضبوط.. وذلك خلافًا لاسلوب مقالاته بالطبع ، والذي يرتقي بلغة القاريء ، ولا ينزل لمستوي لغة الشارع ، فهو يدرك – بتعبير غير حرفي للدكتور ذكي نجيب محمود – أن المثقف الحقيقي هو من يرتقي بلغة الناس، ولا تجذبه لغتهم إليه ورغم عمله في مؤسسه صحفيه تختلف لغتها عن لغة البحث العلمي والاكاديمي والدراسات الجادة الرصينة ، فإن أسلوبه لم يفسد متأثرًا باللغة الصحفية- ( مع أنني انتمي لهذه المهنة و للأساليب الصحفية في الكتابة ..مع الفارق طبعا) – و أذكر أن أستاذنا الدكتور لويس عوض كان يقول لى دائما أن لغة الصحافه أفسدت لغة الكتابة .. ولغة الأدب .
نبيل عبد الفتاح مفكر عصري ، يقرأ كل مفكري عصره ، ويتحاور معهم ..من بيروت ودمشق إلى مراكش ومابينهما.. مهتما بقضايا افريقيا وانتفاضاتها العرقية وثوراتها المعرفية .. ومن أبلغ من عرفه وكتب عنه كان الشاعر الكبير محمود قرني ، ولازلت أذكر ورقة البليغة المعبرة عنه والتى كتبها برشاقة، وبإحكام الصياغة وتنوع الأفكار ، ألقاها في أثناء مناقشة كتاب النص والرصاص ، وقت صدوره ، وكنا في محفل جماعة محبي الشعر بحزب التجمع . ويتواصل مع نبيل عبد الفتاح عربيا وعالميا كتاب ومثقفون كبار .. وله حضور هائل في كل المحافل ، كما أنه ترأس لجنة تحكيم جائزة ساويرس في الأدب .
نبيل عبد الفتاح درس الحقوق فى جامعة القاهرة وعمل اولا في المحاماة وله العديد من الدراسات القانونية ، فاصبحت لدية نظرة معرفية واضحة لابعاد القضايا المهمة ،و انطلاقا من ثقافته القانونيه واضطلاعه المبكر على الافكار الانسانية والثقافات المتنوعة والأداب والفنون العالمية ، حتي أنه تابع فيما بعد دراساته تلك.. ودرس التاريخ على يد البروفيسور دومينيك شيفاليه في جامعة السوربون في فرنسا.. وحصل على درجة الماجستير من جامعة السوربون بفرنسا فى دراسته حول صراع الحضارات
وهو مختص في شئون الجماعات الإسلامية ، ومحرر مشارك في التقرير الاستراتيجي العربي الذي يصدره مركز الدراسات السياسية و الاستراتيجية بالاهرام وهو رئيس تقرير الحالة الدينية في مصر وصدرت له عدة كتب في هذا المجال منها المصحف والسيف وسياسات الأديان والحرية والمراوغة والنص والرصاص والنخبة والثورة والدين والدولة مساهمة في نقد الخطاب المزدوج وتجديد الفكر الديني والاسلام والديمقراطية والعولمة. والاحتجاجات الاجتماعية والثورات المدنية وتفكيك الوهم -مصر والبحث عن المعني في عالم متحول وأخيرا الحرية والحقيقة- الذي يتناول تحديات الثقافة والمثقف المصري ( الصادر عن دار نشر ميريت ٢٠٢١) .
وسوف يحتفي ملتقى الشربيني الثقافى بشبين القناطر بالكاتب والباحث الكبير نبيل عبد الفتاح في السادسة مساء غد الجمعة بمقر الملتقى ، وسط كوكبة من اكبر الشعراء والكتاب والمبدعين والنقاد ، ومنهم مسعود شومان ومحمد السيد اسماعيل ومحمد عبد الباسط عيد و عبد الحفيظ طايل وحمدي عابدين ونبيل عمر ومحمود عطية ومحمد جاد هزاع ومجدي صالح ومصطفي نور الدين وياسر رافع وعدد أخر من أكبر مثقفي ومناضلي القليوبية ومركز شبين القناطر

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى