” مصر يمكن ان تقول لا “
جاء رد الخارجية المصرية على المانيا تجليا لرفض الغطرسة الغربية ..
نعم .. ” مصر يمكن ان تقول لا ” عندما يتعلق الامر بمصالحها الجوهرية تتخذ مواقف حاسمة .. ” مصر يمكن ان تقول لا ” ولن تقدم تنازلات فيما يتعلق بمصالحها الوطنية الاساسية .. ” مصر يمكن ان تقول لا ” فهى لا تقبل مساومات او تقديم تنازلات ابدا .. نعم ” مصر يمكن ان تقول لا ” فى رد مباشر على الاساليب غير العادلة من قبل بعض الدول الغربية تجاة مصر والشعب المصرى .
ومنذ تولى الرئيس السيسى الحكم تريد مصرشعبا و حكومة ان يسمع العالم الخارجى ويرى الوضع الحقيقى لمصر وليس الصورة المشوهة التى تحاول بعض وسائل الاعلام وبعض السياسيين الغربيين رسمها واستخدام اللغة القوية فى الرد على مايعتبرة المصريون افتراءات على بلادهم لا يقتصر على اعضاء السلك الدبلوماسى المصرى .. فقد شهدت فى السنوات الاخيرة مثل تلك الردود من متحدثين اعلاميين على المستويات المحلية المصرية والتى كان مفادها ” لم تعد مصر حاليا هى مصر عام 2011 وما تلاها من تلك السنوات التى عانى فيها الشعب المصرى من هيمنة اعوان الغرب من اعضاء التنظيم الدولى لجماعة الاخوان الارهابية التى قادت الانقلابات الثورية او مايعرف – بالربيع العربى – ومحاولات اسقاط الانظمة والجيوش لاحلال الفوضى ولكن الشعب تعلم الدرس واستخلص العبر وبات واعيا رافعا شعار ” لن يعود التنمر مرة اخرى ” فكانت الثورة الشعبية فى 30 يونيو .
ويبدوا ان بعض من الساسة الغربيين لا يزالون يتبنون موقفا متغطرسا تجاه مصر ومن بين السقطات الخطاب المتعجرف الذى تتبناه المانيا الذى يعبر عن استبداد المانيا ، خاصة ان المانيا ليست فى وضع يسمح لها بوعظ مصر او اصدار تعليقات وبيانات او تصريحات طائشة عن مصر وقضائها الشامخ وميثاق حقوق الانسان والديموقراطية ذات الخصائص المصرية والحقيقة ان دعوة المصريين للحكومة متمثلة فى الخارجية بالتصدى للغطرسة الغربية ليست وليدة اليوم بل تعود جذورها الى بدايات قدماء المصريين وتطورت مع تنامى قوة مصر على كافة الاصعدة لان مصر شعبا وحكومة وقيادة لديها الطموح والشجاعة والقدرة لتحمل كل الضغوط الخارجية والتغلب على جميع المخاطر والتحديات من اجل حماية مصالحها الوطنية والاساسية بكل قوه .
وفى خضم كل ذلك ثمة اعتقاد راسخ بان مصر تمتلك القدرة على التعامل مع التباينات السياسية والايديولوجيات مسلحة فى ذلك بتاريخ طويل من القدرة على المزج والتعايش بين الثقافات والاختلافات الفكرية منذ عصور قدماء المصريين بالرغم من وجود العديد من المدارس الفكرية تطورت جميعها فى النهاية نحو ذهنية نقاشية شاملة .
والشعب المصرى الضارب بجذورة فى عمق التاريخ عندما يتعامل مع حضارات وثقافات مختلفة يطور نهج التسامح وتلك قدرة تفتقر اليها الثقافة الغربية القائمة على التنافس والمعارضة والانتقام والقهر والقمع والاستعمار والطمع فى متاع الشعوب وعلى الاخص الثقافة الالمانية.. ولكن عندما نعلم ان اوروبا ليست امة واحدة فهى تجمعها رابطة اقتصادية وتتباين فيها ثقافات متعددة .. وهذا يجعلنا مطالبين من منظور الصداقة والاحترام المتبادل بتوضيح بعض الامور من خلال توجيه الخطاب المناسب لكل دول الاتحاد كل على حده في توضيح ما يتعلق بالتحديات التى تعبرها مصر بقوة وثبات فى مواجهة الارهاب والتنظيمات والجماعات المتطرفة التى تتخذ من الدين ستارا ومن بعض دول الغرب ملاذا .. فالاتحاد الاوروبى الموحد ليس امة واحدة !!