مخاوف مشروعة .. حول مستقبل سوريا الجديدة

بقلم الكاتب الصحفي و المحلل السياسي:: سعيد محمد أحمد

 

سقطت مملكة الخوف التى حكمت سوريا على مدى ٥٧ عاما متواصله من الاب الراحل حافظ الاسد وحتى نهاية نجله بشار الاسد الذى سقط سقوطا مدويا فى ليلة الثامن من شهر ديسمبر ودون ان تذرف العيون دمعة واحده علية ، سقط الظلم والقهر والتعذيب والاختفاء وسقط أيضا فى داخل ومعقل طائفته العلوية فى اللاذقية بتدمير معظم تماثيل الاب والابن معا .

اليوم سوريا ومعظم مؤسساتها الحكومية خالية تماما من صور القائد الملهم وأبنائه وحلفائه من ميليشيات حزب اللة وقوات الحرس الثورى الايرانى .. الغضب السورى انفجر فى الهجوم على السفارة الايرانيه فى دمشق فى رسالة واضحة برفض شعب سوريا التواجد الايرانى على اراضيه .

سقطتت مملكة الخوف لدى السوريين لتبقى مخاوفهم قائمة حول مستقبل سوريا مع التنظيمات المسلحة وتحديدا هيئة تحرير الشام ” جبهة النصرة ” بقيادة ابو محمد الجولانى ” احمد الشرع “، ورؤيتها فى كيفية ادارة دولة بحجم سوريا فى تعددها الطائفى والمذهبي ووسط اغلبية سنية تتجاوز ٦٨٪؜ ، وكيف سيتعامل معها المجتمع الدولى وهل هناك امكانية لتغيير توجهها لاقناع المجتمع السورى اولا بان المستقبل لدولة علمانية تسع الجميع دون تصنيف دينى او مذهبى.

حقيقة الامر فان الموقف الراهن الذى تعيشه سوريا والسوريون لحظة بلحظة
يستدعى الانتظار لما بعد زلزال سقوط نظام الاسد الطاغية، الذى استمر على مدى ٥٧ عاما ولقى سقوطه ترحيبا من الشعب السورى فى مختلف المحافظات وبكل طوائفه، وبما يقتضى من الجميع عدم التعجل انتظارا ربما للتوابع التى لايعلم احدا انعكاساتها على الوضع العام فى سوريا .

الجميع يعقد اماله على وعى الشعب السورى الذى عانى الامرين من حروب اكلت الاخضر واليابس واضاع فيها بشار الاسد العديد من الفرص المتاحة له للخروج بسوريا على عالم جديد الا انه ابى واستحكم فى العناد يحركة الحرس الامنى الحديدى مع فساد حزب البعث الحاكم حتى النخاع ، الا ان ذلك السقوط جاء وفق توافق عربى واقليمي خليجى جرى فى الدوحة ليله هروب بشار الاسد ووفق ضمانات تركية بعدم قيام التنظيمات المسلحة بعمليات الانتقام والحفاظ على مؤسسات الدولة وفقا لتعليمات رئيس جبهة النصرة الجولانى وبخروج الجيش السورى من تلك المعادلة وفق تفاهمات حقنا للدماء حماية للشعب السورى املا فى استقرار الاوضاع حتى تتضح الصورة مع الوافد الجديد لحكم سوريا واحتمالات تغيير توجه تلك الهيئة المسلحة .

ويبقى الحل المطروح في سوريا الجديدة بدء العمل فى تنفيذ القرار الاممي 2254 ،
بتشكيل حكومة وحدة وطنية باشراف من الامم المتحدة وفق ما أعلن رئيس الائتلاف الوطنى السورى بان مرحلة جديدة بدات فى سوريا وان السوريين اليوم احرار فى خياراتهم وان مؤسسات الدولة يجب الحفاظ عليها ويجب استمرار العمل فى وعودة الموظفين والعاملين الى مختلف الدوائر الحكومية عقب استقرار الاوضاع الراهنة فى سوريا وعملية تسليم السلطة وفق القواعد التى تتبعها التنظيمات المسلحة.
وتبقى المخاوف المشروعة من هجوم المعارضة المسلحة الى هروب الاسد معقله فى اذهان السوريين فيمن سيحكم تصرفات تلك المنظمات المسلحة وحقيقة ومدى ارتباطها لمايجرى على ارض الواقع من تغيير ، وربما قد يكون أهم المخاوف التى تراود السوريين تجاوز حمامات سفك الدماء على الهوية وتجاوز اعمال العنف والانتقام حتى تلك اللحظة .
ويبقى الاهم هل لدى تلك التنظيمات المسلحة الاستعداد للانتقال الى العملية الشمولية والمضي قدما تجاه الامن والاستقرار فى سوريا الجديدة .

وتبقى المخاطر والهواجس متعلقة بشبح التقسيم ، خاصة وان مشروع قدم من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ووفق خريطة للسلام في سوريا، تقترح تفكك سوريا إلى 3 دول، دولة للعلويين بالقرب من الساحل دولة للمعارضة على معظم المدن السورية السنية ودولة مشتركة للأكراد والدروز مع ممر على الحدود مع إسرائيل وممر على الحدود مع الأردن،، وربما فى تقديرى يبقى مخطط التقسيم مستبعدا فى المرحلة الراهنة اذا جرت الامور وفق الاستقرار والاعتراف بدولة علمانية ، كما ان من المخاطر كيفية مواجهه الوجود والتغلغل الايرانى فى سوريا وكيفية الخلاص منه ومستقبل الوجود والقواعد الروسية ، ومدى حقيقة التصرف مع الاصولية الدينية المتطرفة.

ويبقى فى النهاية مدى مستقبل الوجود الكردى فى سوريا مع اللاعب الرئيسى والمستفيد من اسقاط بشار الاسد الرئيس التركى رجب طيب اردوغان وبمساندة بنيامين نتنياهو اللذين وفرا المظلة الكاملة لكل القوى المعارضة المسلحة بمختلف مسمياتها عقابا لبشار لتجاهل دعوات اردوغان للمصالحة والتطبيع مع انقرة

زر الذهاب إلى الأعلى