متلازمة ستكهولم

بقلم المفكر والكاتب الصحفي و المحلل السياسي محمد جاد هزاع

 

كانت مصر تحت الاحتلال المزدوج لأسرة محمد على والإنجليز ( جنة ) من وجهة نظر الطابور الخامس والجهلاء الذين لايخجلون ولايزالون يهاجمون ثورة يوليو ١٩٥٢ بكل بجاحة حتى الآن .

ولكن الحقيقة وبالأرقام والمعلومات المنشورة والموثقة أن أكثر من ٩٩٪؜ من الشعب المصري كان حافيا وجائعا ومريضا وجاهلا تحت ظل المحتل والمنتفعين من وجوده من الإقطاعيين والرأسماليين والأجانب حتى أن مشاريع ( مقاومة الحفاء ) كانت أخر المشاريع القومية لآخر مجموعة من الحكومات الملكية قبل الثورة ، ولكنه لم يتم تنفيذه الا بعد ثورة يوليو !!! وكان مشروع مصنع الطرابيش بالاكتتاب الشعبي هو ذروة التألق الصناعي في مصر الملكية المحتلة بأمارة حادثة ٤ فبراير التي حوصر فيها القصر الملكي لإرغام ( الملك الشخشيخة ) على تعيين النحاس باسا رئيسا للوزراء !!! ويقولون لك ديمقراطية وليبرالية وحرية !!!

حد من اياهم يقول لنا كم مصنع كان موجودا في مصر وبتصنع إيه وبتصدر بكام جنية مصري ومين كان بيملك هذه المصانع ، كام جامعة وكام مدرسة وكام مستشفي .

حد يقول لنا كم كان عدد المصريين الذين استشهدوا من أجل بريطانيا العظمى في الحربين العالميتين ، وفي ( القرم ) و ( المكسيك ) ، آه والله في القرم عند روسيا والمكسيك جنب أمريكا ، وكذلك في حرب ٤٨ التي هزمت فيها جميع الجيوش الملكية العربية أمام مجموعة عصابات مثل الهاجاناة واشتيرن وغيرهما .

حد يقول لنا كام كان عدد المصريين الذين قضوا في وباء الملاريا ، ثم الطاعون قبل الثورة .

حاجة تقرف الصراحة ، فأنا على استعداد لتفهم أسباب هجوم المنتفعين بالاحتلال والملكية المحتلة على الثورة الأم حتى الآن ، ولكن ماذا عمن يهاجمونها ممن حررتهم وأفادتهم وأعادت لهم إنسانيتهم ، الحقيقة أني لا أجد إجابة عن هذا السؤال إلا في ( متلازمة ستكهولم ) ، عارفينها ؟ لو مش عارفين ، دوروا عن معناها على حبيبكم جوجل أيها المغتصبون ، بفتح الصاد لا كسرها ، قديما وحديثا على السواء .

رحم الله عبد الناصر ورفاقه الذين حرروا مصر من الاحتلال بعد أكثر من ٢٦٠٠ سنة ، رحمة واسعة تليق بالله تعالى ، وكان في عون المصريين الشرفاء الاحرار ، لا المتمصريين الادعياء العاشقين للاحتلال وتابعيه ، وأبنائهم الذين لايعرفون كيف كانت العلاقة بين أجدادهم وجداتهم والمحتلين وتابعيهم في العصر الملكي ، أو يعرفون يشتاقون لتكرار التجربة التي يخجل منها أي انسان سوي غير مريض بعشق مغتصبيه .
بالمناسبة عبد الناصر كان مسؤول عما حدث في مصر حتى ٢٨ سبتمبر عام ١٩٧٠ فقط ، أما مابعده مما فعله غيره فتلك مسؤلياتهم لا مسؤليته .تغمده الله بالإحسان والرضوان وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة بإذن الله .

زر الذهاب إلى الأعلى