لقاء المرحومة والميتافيرس
الغرفه حالكة السواد
اتقلب في فراشى يقظا
متجاهلا اليوم والتاريخ
فجاة احسست ببروده ممتعه
ومضة ضوء ربانيه ملات المكان
صوت خطوات تقترب من مخدعى
هزه تصيب جسدى برفق عهدته دوما
يدى يرتعش فاتمتم…معقول…معقول؟
جاءنى اجمل صوت عرفته طوال عمرى
منذ ان بدأت حاسة السمع تنشط فى جسدى
اصرخ بفرح…اهلا اهلا اهلا…ياه…ياه
والله انا قلت لازم حتيجى لى الليله دى
قلبى انخطف..وحشتينى وحشتينى يا امى
(بدأت حلاوة الكلمات تتدفق منها)
ياولد قوم اتعدل وبطل بكش
انت هربان من الدنيا ليه؟
دى ليليتك ياوليدى
(احتضن ومضة الضوء)
وحشتينى يا غاليه الشوق قاتلنى
مستنيكى ومحتاج لك قوى
(ترد بكل الحنان)
هو انا اقدر اغيب عنك
مهما حاولت تهرب من دنياك وتختفى
ما اقدرش اقول لك تعالى لى وحشتنى
ربنا يطول فى عمرك وعمركم كلكم
(اجبتها بسرعه)
عمر ايه يا امى..ويطططططول ليه؟
خلاص يا غاليه كلمة كلكم ماعادتش هنا
(ردت بضيق واضح)
مالك ياواد..فيك ايه؟
ايه الحزن والسواد ده كله ؟
دموعك محبوسه ومتكتفه
ليه كده ياحبيبى؟
(خفت صوتى الحزين مرددا)
الكل بيودع وبيرحل ياغاليه
العداد عمال يعد حيوصل الصفر
والسفر قرب
(تهكمت قائله)
ياولد أرضى بحالك…بلاش طمع
حالكم تتحسدوا عليه
ياريت طال بنا العمر وعشناه
اتخطفنا بدرى ياولدى
(انطلقت منى كلمات سريعه)
طمع فى ايه؟
هى دى فيها طمع ولا بصصان؟
دى حاجات عمال تتاكل
الصحه والصحبه
الهمسه والبسمه
الخل والجار
(اعترضت بزعل)
ولو…. فيها طمع يامفترى
شوف احنا ودعنا بدرى بدرى ممكن
كنا فاكرىن طولنا وتقلنا عليها
وادى انتم متسمرين فيها ومتغريين. .ليه؟
(قلت مستغربا)
ماتتحسبش كده يا غاليه
حسابك ما عادش ينفع مع المقدر والمكتوب
(استرسلت مقاطعه)
ايوه شوف دلوقت عندكم
يعدوا التمانين وبيخططوا
قال ابه للمستقبل
واضحك على سن المعاش..
اللى .لسه رسمى ستين سنه
(عقبت مستغربا)
الله ده حضرتك بتعرفى تنقى
ياشيخه ادعى لنا بطول العمر
(بحنيه طاغيه)
بدعيلكم…وربنا شاهد
احنا ورانا حاجه غير ندعى
لا شغله ولا مشغله هناك
(بكيت وانا اردد)
ربنا ما بحرمنا من دعواتك
فى اى مكان انت فيه مرتاحه
حتى لو خلوه افتراضية
(اسرعت فى مقاطعتى)
بتهلوس وتقول ايه يالئىيم
استنى شويه انا جايلك فى الحديت
دى حكمة ربنا وحنفضل حكمته
ليوم الدين غصب عن كل متجبر وعاصى
(بسرعه تراجعت قليلا)
معاكى حق ..بس احنا طولنا شويه
وهن العظم والشعر شاب
وكفايه كده لا الشيله تتقل
(نهرتنى بعنف)
اسكت اسكت استغفر ربك
معانا حق اننا بنستغرب عليكم
ونقعد ننم ونتسلى بسيرتكم
،(ضحكت مرددا)
تتسلوا علينا احنا؟؟؟طب فين؟ا
دى اللقمه فى ايد اليتيم عجبه
(قالت باصرار )
ناس عايشه ومش عايشه
(استسلمت لما تقول)
معاكى حق يا امى
ده استنطاع وقلة حيا ورزاله
بتضحك بيها على نفسنا
(اهتزت الومضه بشده محيطة بى )
باين عليك مش عاجبك الحال
متمرد بطبعك….
عايز ايه؟ ناقصك ايه؟ انطق
(انحنيت لها بخشوع)
اعمل ايه الجو مش جوى
بقيت غريب على نفسى وعليهم
لا قادر استمر ولا قدر اكت منهم
مشلول وبجرى فى محلى
حتى السراب..ضاع من الطريق
(تغيرت نبضة صوتها الى حنان جارف)
شايفاك ياولدى وكلى قلق عليك
عيونك دبلانه مكبوسه حزن وتوهان
وكلامك حبال دايبه عمال تتقطع
(تماسكت والدموع تفضحنى)
ابدا احزن على ايه ولا ايه
الحزن فى الوحده عايش فينا
لا ناسيينه ولا ناسينا
نكرهه وماسكين فيه ومتبتين
(تعجبت من قولى)
على انا الكلام ده باواد..؟
ده انت حجر صوان عمره ما انكسر
هادى والنار جواك ملهلبه
دموعك عزيزه لاتنشف ولا تتشاف
(توسلت اليها مداعبا)
فوتيها ياغاليه
كلمتين ميطلعوش لحد غيرك
فاكره لما كنت تقولى
الواد ده كتاب محدش قراه غيرى
مع انك قرايتك عل الكد
(قاطعتنى)
اصبر على…اتعدل واقول لك
آه كله من الموراتيزم بتاع زمان
(رجوتها)
براحتك قوى…الليل طويل
(خرجت منها اقوى الكلمات)
اللى شاغل بالك… أنساه ياولدى
متخافش منه ولا عليه…أهمله
لا ترسم ولا تحسب للمجهول
نصيبك…ده حقك… جاى لك
جاى لك
(عقبث بياس )
يعنى فى امل يا امى
الصبر بقى مر علقم والعمر مش واقف
عمال يجلح…جلح والخنقه جامده
(ردت بثقه متناهيه)
اكيد… اكيد..لا تحزن ولا تعاتب
العتاب مرار وضعف وقلة حيله وزل
(قاطعتها بالم وحزن)
العتاب ماعاد له مطرح يا امى
الناس بلدت وجلدها تخن ونتن
الارض نشفت اتشققت سكنها الدود
(صعب عليها الكلام وتقطعت الحروف)
حالكم اتغيىر يا ضنايا
الله يكون فى عونكم
(هدأت من روعها)
مش للدرجه دى
ادينى مستحمل وساكت
(قالت بإصرار)
لا للدرجه دى وأكثر
شوف شوف…
(قاطعتها مسرعا)
اشوف ايه بس؟
(ردت بتهكم)
الحاجات اللى واكله عقلكم
موبايل وتابليت وفيسبوك
وميسينجر وانستوجرام
وغيره وغيره متعدش
(قلت مستغربا)
حيلك حيلك ياتوحه
انت عرفتى ده كله منين ؟
وامتى؟ وفين؟
(ردت باستهزاء)
منين…وفين..انت فاكرنا نايمين
ياوليدى….. احنا اموات بس!!!
(كتمت ضحكتى وتمتمت)
يعنى ايه؟…. معجزتيش؟
ولا ذاكرتك ضعفت؟
(ردت باستخفاف)
كيف..ياناصح…انا زى ما انا
من ساعة ما ودعتكم..من عشرين سنه واكتر
(تمتمت)
سبحان الله يعنى انت عارفه كل حاجه؟
(تهكمت أكثر )
طبعا…طبعا …
كل اللى بيجرى لكم احنا عارفينه
والخطر جاى جاى
(قلت مداعبا)
خطر الحياة الجديده
كل شئ بيتغير ..إلى اللا معقول
عصر جديد يا امى
(لم ترق لها كلماتى)
هنيا لكم بالعصر واللى حيعصركم
وحياخد عمركم قبل ماتيجوا
حدانا…..افتراضي…
وانتم لا دارسين ولا حاسين
(قلت يائسا)
للدرجه دى انتم مراقبينا ومتابعين العالم الافتراضى؟
(ردت مقاطعه)
واكتر واهو جالكم اللى ما يتسماش
(تساءلت)
مين..؟ الكورونا
(ضحكت بصوت عالى)
كورونا ايه يامسكين
(كررت السؤال )
امال ايه؟
(ألقت كلماتها بغضب )
المينا فيرس ياتايه
انت اصلك مش متابع
السياسة واخداك وملهى فيها
(جاء ردى باستغراب شديد)
يانهار كوبيا
انت وصلك الموضوع ده؟
ده لسه لنج ..بنحاول نفهمه
(عقبت بهدوء قاتل )
وفهماه قوى قوى ياحبيب امك
ده حياخد منكم كل حاجه..وقال ايه حيحط لكم شريحه تمشيكم..
زى ماهو عايز…يا خساره يا حسره عليكم….. دى اخرتها؟
(أوشكت على الانفجار)
بتقولى ايه؟حرام كده
(تجاهلت ثورتى واستمرت)
حاجه واحده مش حيقدر عليها
مارك ولا ابو مارك
أنه ياخد اللى فى القلب ياضنايا
(خلدت للراحه)
ياه يا غاليه عارفه كل ده
طول عمرك حويطه وغويطه
(ردت يتعالى)
اهو انا لا عندى شهادات
ولا كملت تعليمى
ابوك خطفنى بدرى بدرى
لكن ربنا أراد وقدر وما شاء فعل
(عقبت بفخر)
الله عليكى يا امى
(ردت بصوت حزين)
اهو عالمكم زاد وغطى..
ورونا حتعملوا ايه..
ربنا يستر عليكم
(قررت غلق الملف)
انت يا حبيبتى عامله ايه؟
سيبك من الميت فيرس
خلينا فى الميت والحى
(جاء ردها كاسحا)
لو قلت لك مش حتفهم
طول عمركم بتغلطوا وتقول لبعض
بلاش نعمل زى الاموات
ايه تفهموا انتم عن الاموات
بلاش تسأل واسكت
(باسف.شديد)
دى زلة لسان..سامحيني
قولى ياغاليه طمنينى عليكى
(ردت بحنان جارف)
بلاش مش حتستحمل وحتصعب على لو عرفت….بلاش انا بحبك ومش جايه أبكيك
(توسلت)
قولى وريحينى
(بدى عليها الضيق)
انا مهملاك وراجعه قبل الفجر ما يهل والناس تزاحم بعضيها
كل سنه وانت طيب
(رجوتها)
استنى
(لم تبالى)
عارف انت خلصت كام
من عمرك الحقيقى؟
احسبها وخليها لنفسك..
خلى بالك على نفسك
(صرخت متوسلا)
استنى ..استنى. ياست الكل ياغاليه
فى كلام كتير ما تقالش..ردى على
تلاشت ومضة الضوء الربانية
خفت واختفى الصوت الحنون
طافت حولى انفاس الوداع
امتلأت العين بدموع أضاءت
ظلام المكان كما حدث كل عام
انتهت الليله مع اغلى ميت
ومع الميت..ا….فيرس
