عالم مابعد كورونا ! وحرب ما بعد الرأسمالية !
لست من انصار من يرون ان العالم على شفا حرب عالمية ثالثة ! ان الاستراتيجيات الماثلة حتى الان تكشف النقاب عن مايمكن ان نسميها ” حروب مابعد الراسمالية ” .. وتدور رحاها بين الاقطاب تحت السطح او ما يعرف .. العالم الخفى .. وباعتقادى ماشهدة العالم فى الحربين العالميتين الاولى والثانية كانت بمثابة حرب ماقبل الرأسمالية .. وكانت تعتمد على التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية التقليدية وباتت من الكلاسيكيات وتبث عبر الفضائيات ونتفرج عليها ويتابعها البعض بشغف .
وعبر التحولات التى تلت ذلك حقق الاقطاب القفزات الصناعية وتكدست ثروات الكبار وتطورت معها التكنولوجيا وعالم الاتصالات بشكل هستيرى ومخيف من الهيمنة .. وتطوير الذكاء الاصطناعى منزوع المشاعر ..
وباتت دول كبرى واحلاف ترى ان العالم قد تضرر من جراء التوسع الصناعى والتطور التقنى والسيبرانى الهائل .. وبات ايمان دول مابعد الرأسمالية انه يجب ان تتوقف الدول والقارات البكر عن الاستفادة من استثمار ثرواتها المخزونة .. والتحول الناعم الى استعمار جديد تحت نير احلاف مابعد الراس مالية .
وحتى تكتمل صورة حرب مابعد الراس مالية نجد ملامحها متباينة فى الصراع القائم واطرافها تتشكل على نار هادئة .
وتتباين استراتيجيات وتكتيكات المتصارعين .. فروسيا تعتمد تكتيكات الحروب العسكرية والتلويح بالسلاح النووى – اسوا كوابيس العالم – بينما بينما على الجانب الاخر يعتمد تكتيكات واستراتيجيات مايمكن تسميتة ” حروب مابعد الرأسمالية ” التى تعتمد العمل عن بعد عبر القصف الاقتصادى والمنصات المالية والعزل الاقتصادى والعقوبات واستهداف البنوك والمصارف المركزية والمعادن الثمينة والنفط والغاز وبنوك المياة والبورصات والبحار والمحيطات وخطوط الطيران حتى الرياضة كما تستخدم الطلاب .. والاطفال والبشر فى صورة لاجئين كقنابل بشرية .. ولا تغيب وسائل الاتصالات والصحافة والاعلام فهى لاعب هام ورئيسى ووثيق الصلة بحروب مابعد الراسمالية .. وتشكيل جبهات تعمل طوال الوقت لفرض التحكم والسيطرة .
وحتى اللحظة الماثلة يظل اخطر هواجس العالم فى تلك اللعبة الخطرة والمعقدة هى .. السلاح النووى .
وبحسب صديقى الخبير الاستراتيجى الذى يرى ان الواقع ابعد من اوكرانيا .. انها تجربة شيطانية شائكة قد لا تحمد عقباها مالم ينتبة الفاعلين فى العالم نحو فتح مسار الاستجابة الفعالة للامن القومى العالمى .
وتسمعون واسمع العديد من التحليلات التى تباينت وتنوعت .. ولكننا نلمح نمط جديد لا يمت بصلة الى الحربين الاولى والثانية .. ان حروب ما بعد الراسمالية بين الاقطاب اعقد كثيرا من تصوراتنا .. ولكنها ليست خافية عن الجهات المعنية بامانة حماية الوطن .
تلك سطور من كتابى الجديد ” حرب مابعد الرأسمالية ” يعتمد على تحليل دقيق لاستراتيجيات اطراف الصراع فى ” عالم مابعد كورونا !وحروب مابعد الرأسمالية ! ” .. ويبقى الامل ويتجدد انطلاقا من ايمان عميق و يقين راسخ ان اقطاب العالم وقوى الشر الخفية انهم لم يخلقوا الدنيا حتى ولو ساورهم شيطانهم انهم قادرون عليها .
حفظ الله مصر قيادة وجيشا وشعبا ابيا .
فهل يستيقظ ضمير الانسانية قبل فوات الاوان .