سجن “صيدنايا”.. فضيحة زادت نظام الأسد تلوثا

بقلم الكاتب الصحفي و المحلل السياسي : سعيد محمد أحمد

 

مهما شطح بنا الخيال، ومهما كنا نسمع وسمعنا الكثيير من القصص والروايات عن ممارسات التعذيب الممنهج فى سجن صيدنايا والتى كان كثيرا ما يصاحبها قدرا كبيرا من النكات المغموسة بالألم والسخرية البلهاء المعبرة عن حجم المأساة فى نشر حالة من الرعب والخوف من قبل نظام وحشى سحق مئات الالاف من عظام السوريين بعيدا عن القوانين وبعيدا عن مفاهيم العدالة وبعيدا عن مفاهيم الانسانية حتى اصبح الخوف جزءا أصيلا فى الشخصية السورية .

وكما قال ابن خلدون: لو خيروني بين زوال الطغاة، أو زوال العبيد، لاخترت بلا تردد زوال العبيد، لأن العبيد يصنعون الطواغيت، ولا يبنون الأوطان …

ليصبح الشعار الرسمى والواقعي والشديد القناعة للملايين من حجم الالم والقسوة على النفس لهذا المعتقل الذى لم يعرف الانسانية مع الاطفال والقصر ، سجن فاق كل المعايير ، وفوق ذلك مراقبين عبر شبكة تصوير من المراقبة لكل أنفاسهم وتحركاتهم فى نموزج فاق سجن الباستيل ” الداخل مفقود” والمولود غير متاح له الخروج فى نواميس ذلك المسلخ البشرى .

فلم يكن متصورا على الاطلاق ان نرى ونشهد بام أعيننا بشرا خارج الزمن وخارج التاريخ وخارج الحياة عبر ما ينشر اليوم من فيديوهات مصورة لمعامل التعذيب البشرية ومعامل انتهاك الحقوق الادمية للبشر وكنا نحسبها فى النهاية دعايات وقصص مختلقة لم تصل فى اجرامها ووحشيتها هذا الحد الذى فاق افعال وقصص الشياطين الغير متصورة لتسقط كل قيم العدالة فى نفوس الملايين الا من رحم ربى ، فحقيقة كل شهب يستحق من يحكمة.
وشهد سجن صيدنايا أبشع مجزرة عام ٢٠٠٨ ارتكبتها قوات الشرطة العسكرية فى يوليو ٢٠٠٨ اثر احتجاجات على هول التعذيب والحرمان من الطعام والنوم ، فيما يتردد بقوة ان هناك الالاف من المساجين لازالوا فى اقبية تحت الارض جارى البحث عنهم وتحريرهم.

يشار الى ان سجن صيدنايا اكثر السجون العسكرية سرية واشدهم قسوة وعنف، ويقع فى بلدة صيدنايا بمحيط العاصمة دمشق ، وجرى انشاءه زمن الاسد الاب عام ١٩٨٧ ،وخصص لاحتجاز آلاف السجناء، من معتقلين مدنيين متمردين ومعارضين للحكومة خلال فترة حكم الأسد الاب والابن.!
ووفقا للمرصد السورى لحقوق الانسان فقد فاق عدد المعتقلين ال ٣٠ الف معتقل لقوا حتفهم تحت التعذيب وسوء المعاملة والاعدام الجماعى منذ اندلاع الحرب الاهلية السورية فى اعقاب احداث عام ٢٠١١ ، حيث كانت تجرى الاعدامات دون اللجوء للقضاء ،الذى استخدم لمن يملكون سطوة المال عبر تفشى فساد الرشاوى حتى وصل الامر ان هناك من القضاة من يملكون “فك مشنوق “.

زر الذهاب إلى الأعلى