رسالة إلى المغيبين
الغرب وعلى رأسه أمريكا يضحكون عليكم ، ويخادعونكم ، ويخدرون ضمائركم ، بالحديث عن مساعدات ، و هدن إنسانية ، وإفراج عن الأسرى والمحتجزين لدي الطرفين ، وحل الدولتين ، حتى ينتهي الكيان الصهيوني المجرم من تحقيق ( هدفه الاستراتيجي ) ، أي ابادة الفلسطينين في الضفة وغزة ، لاقدر الله ، بحجة القضاء على حماس والحهاد والفصائل الأخرى ، أو تهجيرهم قسريا إلى مصر أو الأردن ، أو لأي مكان خارج فلسطين ، ولو إلى الجحيم ، وساعتها لن تكون هناك حاجة للحديث عن مساعدات لاتصل ، ولا هدن لا تأتي ، ولن يكون هناك شعب فلسطيني ، ولا ارض فلسطينية ، تقام عليها الدولة الفلسطينية المزعومة .
إنهم يناورون ، ويلفون ، ويدورون ، لتوفير الوقت اللازم لحثالات شعوب الأرض وشذاذها ودجليها وشياطينها حتى ينتهوا من تنفيذ مهمتهم الإجرامية ، التي تفوق بكثير نكبة ٤٨ ، ونكسة ٦٧ ، وما بينهما وما بعدهما .
يشغلونكم بالموشح الجديد : ( ماذا بعد الحرب ) ؟
بعد الحرب ، إذا صارت كما يخططون ويتمنون ، ، لاسمح الله ، لن يكون هناك لاغزة ، ولا الضفة ، ولا فلسطينيون ، إلا المشردون ، ومن ثم ، فلا بعد .
ارجوكم جميعا ألا تنسوا تقديم تحياتكم للسيدين للإمامين المعصومين خالد مشعل و اسماعيل هنية اللذين أعلنا من ( القاعدة الأمريكية ) في قطر انتصار المقاومة ، وكذلك السيد ابي عبيدة المشغول دائما ، في مخبأه بالأنفاق اللولبية المهلبية ، بإحصاء عدد المركبات والمعدات الصهيونية التي تم تدميرها فوق الأرض ، بينما يترك عملية إحصاء عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين والمشردين والنازحين والجوعى والعطاشى والمرضى والعراة من الفلسطينين ، والمنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد و الكنائس وكل المؤسسات الفلسطينية الأخرى ، التى دمرها أولاد ( سالومي ) الغانية ، فوق الأرض ، لله و للمنظمات الدولية ، وميليشياته الإعلامية ، كما أفتى السيد موسى أبو مرزوق ، قدس الله سره ، فكل ذلك ليس مهما ، المهم هو استمرار الحرب حتى أخر مواطن ، وآخر شبر من الارض الفلسطينية ، ولا اعرف ماذا يعنون بالمقاومة ولا بالانتصار ، ربما يقصدون انتصار المقاومة على الفلسطينيين ، والقضية الفلسطينية ، وكل ماهو فلسطيني .
أيها المغيبون ، ( تكبييييييييير ) ، من فضلكم ، لماذا لاتكبرون ؟ ألم تتعلموا أسس الجهاد من إخوان حسن البنا الماسوني وتابعيهم والمبهورين بهم بعد ؟!
كبروا ، كبروا ، كبروا ، فقد أسفرت عملية ( طوفان الأقصى ) العبقرية اللوذعية الألمعية عن الاقتراب من تحرير الأقصى ، ولكن عن طريق تحرير غزة والضفة والقدس من الفلسطينين !!! بالضبط مثلما تم تحريرها في المرة الأولى ، أيام الربيع العبري وماقبله ومابعده ، عن طريق تدمير الصومال و العراق وسوريا وليبيا واليمن ومحاولات تدمير تونس ومصر والسودان وبقية الدول العربية والاسلامية أيضا ، بداية من افغانستان وإنتهاء بمن لا اعرف ، وعزائي الوحيد أنني اكتشفت مؤخرا ، أن الكثيرين جدا ممن يملأون الدنيا بكاء وعويلا يفكرون بمؤخراتهم ، حيث لاعقول لديهم ترصد النتائج على الأرض ، ولا تشغلها الرايات الكذوبة والشعارات العاهرة والأناشيد الداعرة ، المرفوعة فوق الرؤوس الفارغة من أي شيء إلا السذاجة و الجهل أو العمالة .
أما العقلاء الشرفاء الذين يقيسون و يقيمون الأعمال بالنتائج الفعلية على الأرض وتحتها وفوقها ، في كل العالم ، والفلسطينيون الشرفاء العزل الذين يواجهون كل هذه التجليات الشيطانية للجحيم ، في الأرض المحتلة ، وفي كل مكان ، فلهم الله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، فهو الحق يحق الحق ، ويبطل الباطل ، مهما علا وأفسد وطغى وتجبر ، فلم يعد لهم من ملجأ ولا مغيث ولاناصر ولانصير سواه .