خبيرة في شؤون النفط والغاز: من الصعب استبدال الغاز الروسي في أوروبا بمصادر أخرى
أكدت المديرة الإقليمية لقسم الشرق الأوسط في معهد إدارة الموارد الطبيعية، لوري هايتايان، من الصعب استبدال الغاز الروسي في أوروبا بمصادر أخرى.
وقالت هايتايان، وهي خبيرة في شؤون النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في تصريحات لسبوتنيك: “90 إلى 95 في المئة من الغاز القطري مرتبط بعقود طويلة الأجل، لذلك سيكون من الصعب على قطر أن توقف تلك الارتباطات من أجل تحويل الإمدادات إلى أوروبا، لكن يمكنها بيع المتبقي”.
وأضافت: “هناك حالة أخرى تستطيع من خلالها زيادة تلك الكمية وهي إذا كان هناك اتفاق بين “قطر للطاقة” والمشترين في آسيا، فربما تكون هناك إمكانية لتحويل بعض الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا”.
إلا أنها أردفت: “سيكون من الصعب استبدال الغاز الروسي بمصادر أخرى وفي فترة وجيزة، لأن روسيا تزود أوروبا بـ 40 في المئة من الغاز”.
وفيما يتعلق بمدى استفادة قطر من هذا الموضوع، قالت هايتايان: “يمكن لقطر استغلال الأزمة الحالية لجذب الاتحاد الأوروبي لتوقيع عقود طويلة الأجل لتوريد الغاز الذي سيتم إنتاجه بحلول عام 2026”.
وتابعت: “لكنني لا أعتقد أن قطرستفعل الكثير في حال تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية إلى درجة وقف تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا”.
وحول تأثير فكرة الاستعاضة عن الغاز الروسي بالغاز المستورد على اقتصادات القوى الصناعية الكبرى في الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا وفرنسا، قالت هايتايان: “بالتأكيد سيكون له تكلفة! الغاز الطبيعي المسال أغلى ثمناً من الغاز عبر الأنابيب وإذا كان يأتي من أماكن بعيدة مثل آسيا أو الولايات المتحدة فسيظهر في فواتير المستخدمين النهائيين ما لم ترغب بعض الحكومات في الإحجام وهو ما أشك فيه!”.
وتابعت: “سيتم استخدام هذا من قبل العديد من الحكومات في أوروبا للضغط من أجل المزيد من الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة والمزيد من الاستثمارات في البحث والتطوير للتخزين وما إلى ذلك”.
وفي سياق متصل، قالت الخبيرة في شؤون النفط والغاز، ردا على سؤال حول إمكانية إنشاء خط أنابيب غاز يربط قطر بخط نقل الغاز التركي عبر دول أخرى مثل العراق والكويت وغيرها “ولماذا لا يكون خط أنابيب شرق البحر المتوسط؟”.
وأوضحت، قائلة: “لقد باعت مصر 0.6 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا وهناك إمكانية لزيادة هذا الرقم من خلال زيادة الاستثمار في مصر وإسرائيل (اللتان تنتجان الغاز) وزيادة الاستثمارات في لبنان وقبرص من أجل مزيد من الاكتشافات”.
وأردفت الخبيرة في شؤون النفط والغاز: “يعتبر غاز خط أنابيب شرق البحر المتوسط هو الأقرب لتوفير الغاز لأوروبا، لكنه يحتاج إلى استثمارات في البنية التحتية”.
يذكر أن وزير الدولة لشؤون الطاقة في قطر سعد بن شريده الكعبي، قد أكد أمس أن قطر أو أي دولة أخرى مصدرة للغاز لا تستطيع بمفردها تلبية جميع احتياجات أوروبا من الغاز دون الإخلال بالإمدادات إلى مناطق أخرى حول العالم.
وشدد الوزير القطري على أن أمن الطاقة في أوروبا يتطلب جهداً جماعياً من العديد من الأطراف.
يذكر أن الأزمة الأوكرانية، والتطورات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي “ناتو”، أثارت مخاوف أوروبا من قطع روسيا امدادات الغاز المار أساسا عبر أوكرانيا، في حال تفاقمت الأمور إلى نزاع مسلح.