حكاية … انهيار جيش دوله فى لمح البصر
بقلم الكاتب الصحفي و المحلل السياسي: سعيد محمد أحمد
فى تقديري ربما ما جرى من انهيار الجيش وانسحابه تسريحه فى لحظات عصيبة جاء وفق مسارين الاكثر احتمالا ومنطقية من خلال اكبر عملية خداع من رئيس دوله لجيشه المفترض ان يكون على علم بتحركاتة.
واعتقد ان السيناريو الذى رسمه بشار وشقيقه ماهر جاء معبرا عن حجم كراهيتة للشعب السورى بانه ابى الا ان يسلم سوريا لجبهة النصرة والتنظمات المسلحة المصنفة ارهابية على مستوى العالم ، واستهانته أيضًا بالجيش من خلال بوادر “خطة استسلام بشار السرية”، دون اعلان ذلك فى بداية الهجوم .
ومع بداية الهجوم على حلب وسقوطها سريعا جاء تصريحه المقتضب بعد “سقوط حلب” مباشرة بقوله : أن مقاومة الإرهاب تكون بالقوة وحدها.
فيما جاء تصريحه الاخير .. قبل سقوط مدينة حماة مباشرة،. باعلان قراره رفع رواتب العسكريين بنسبة 50% فى اكبر عملية خداع وتموييه للجيش والحكومة لتنفيذ خطة الهروب الكبرى مع عائلتة كاملا ودون معرفة او اعلان احدا من مسؤولي الدولة وفر هاربا حاملا ما خف وزنة وغلى ثمنة، تاركا الجيش فى حيص بيص مع التخلص من الساعد الايمن لماهر الاسد فى الفرقة الرابعة كاتم اسراره والذى وجد مقتولا عقب هروب الاسد وشقيقه.
حقيقة الامر ان الخلل كان فى الجيش السورى نفسه وكافة الاجهزة الامنية لاعتبارات عديدة وشديدة الأهمية، ان الجيش السورى كما يتصوره الكثيرين ليس “الجيش الاول ” زمن الخمسينات والستينيات , وانما الجيش السورى الراهن تم أدلجته ولم يكن يدافع يوما منذ زمن الاب حافظ عن سوريا ولا عن الدولة السورية ولا الشعب ولا الوطن السورى وانما كان يدافع عن شخص الرئيس الحاكم ومصالحه وعن نظام الحكم حيث ارتبطت مصالح الجيش بمصالح الحاكم واختلطت مع مصالح الاسرة، وتناسى تماما فكرة الدفاع عن الوطن والارض والدولة استنادا لمقولة حافظ الاسد انه لا وجه للاستعجال لتحرير “الجولان المحتل” وعبر جولات من المفاوضات والمباحثات العبثية ، وفضل ان يتركها للاجيال المقبلة وفق تصريحات رسمية له فى دمشق، وصدق الرجل وضاعت الجولان بالفعل مع الاجيال المقبلة باهمال وعناد الابن بشار واضاع فرصا للسلام مثلما اضاع الاب أيضا فرصا ذهبية للسلام، وربما كانت تلك قناعه الجيش العربى السورى الذى ظل حاميا ومدافعا عن شخص الرئيس وعن مصالحه أيضا وربما عن طائفة ظلت تحكم قرابة ٥٤ عامًا متصلة.