تقارب ألماني فرنسي حول مستقبل أوروبا

يبدو أن التقارب في وجهات النظر الذي عهده العالم بين ماكرون وأنجيلا ميركل حول مستقبل أوروبا، سيُستكمل خلال فترة قيادة أولاف شولتز – الذي توجه فور توليه مسؤولياته إلى العاصمة الفرنسية للقاء ماكرون.
حيث اتفق الطرفان على مواجهة التحديات الدولية الكبرى معًا، وبحثا مجموعة كبيرة من المواضيع من الاتحاد الأوروبي إلى الأزمة الأوكرانية، مؤكدين عزمهما العمل في خدمة أوروبا.
قال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك إن هذه المحادثات الأولى تعكس بوضوح كبير “تطابقا متينا في وجهات النظر”.
من جهته، أفاد شولتز عن “مقاربات بناءة كثيرة” وأضاف أنه واثق بأن العلاقات الفرنسية الألمانية “ستواصل الازدهار”، بعدما أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الخميس في فرنسا على “دعم ألمانيا الدائم لباريس”.
كما اتفق الطرفان بحسب ما صرح الرئيس الفرنسي على العمل لحل المسائل الاجتماعية ومواضيع التحول البيئي والرقمي، والرد المشترك على تحديات الهجرة ومسائل الاستثمار أو الانفتاح الدستوري.
كما أبدى ماكرون وشولتز عزمهما على مواصلة الوساطة الفرنسية الألمانية في الأزمة الأوكرانية، في حين بات الرئيس فلاديمير بوتين يفضل حوارا مباشرا مع واشنطن بهذا الصدد.
وأكد أن هذه الوساطة تشكل قاعدة إيجابية فيما دعا ماكرون إلى مواصلة الحوار مع موسكو وكييف.
كان المستشار الألماني قد هدد الأربعاء بعواقب محتملة على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي يربط روسيا بألمانيا في حال شنت موسكو هجوما على أوكرانيا، مخالفا بذلك سياسة ميركل التي كانت تدعم بشكل مطلق مشروع خط الأنابيب المثير للجدل.
تحدث المستشار الألماني الجديد مسبقًا عن “تطور الاتحاد الأوروبي نحو دولة فدرالية أوروبية”، وهو موضوع يعتبر من المحرمات في بعض دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها فرنسا، غير أن باريس تترقب أن يعطي اندفاعة جديدة لأوروبا.
لكن من المتوقع أن تكون المحادثات صعبة حول الطاقة النووية، في ضوء دعوة فرنسا إلى إدراجها ضمن قائمة أوروبية لمصادر الطاقة الخضراء – تمكن من الحصول على تمويل محدد، وهو ما يرفضه أنصار البيئة الألمان – وخصوصا مرشحتهم السابقة للمستشارية أنالينا بيربوك التي تتولى حقيبة الخارجية في الحكومة الجديدة.
وما يؤكد معارضة شولتز، هو التزامه الصمت في هذا الموضوع مكتفيا بالإشارة إلى أن بلاده راهنت على “تطوير مصادر الطاقة المتجددة”.
وفي ما يتعلق بتمويل الانتعاش الاقتصادي الأوروبي، وهو موضوع قد يثير خلافا مع باريس، شدد على أن النمو ومالية متينة – لا يتعارضان، مبديا ثقته بأن باريس وبرلين “ستتوصلان إلى اتفاق بهذا الصدد.
توجه المستشار بعد باريس إلى بروكسل حيث التقى قادة مؤسسات الاتحاد الأوروبي تحضيرا للقمة الأوروبية في 16 و17 ديسمبر/كانون الأول.
ويزور الأحد إلى بولندا التي تخوض نزاعًا مفتوحا مع الاتحاد الأوروبي محوره دولة القانون وسيادة القانون الاوروبي.
يذكر أن الرئيس الفرنسي سبق أن استقبل المستشارة الألمانية السابقة في زيارة وداعية لها بعد 16 عامًا في السلطة، مستعيضًا عن قصر الإليزيه بدعوتها في الثالث من نوفمبر الماضي إلى بلدة بون الفرنسية في منطقة بورغونيه، حيث تمّ منحها وسام جوقة الشرف- أعلى وسام في فرنسا.
نقلا عن فوربس