بلطجة التأميم الأمريكية

فكرة البلطجة الدولية التي تمارسها دول عظمى على شعوب ودول العالم ، ظهرت بصورة مرعبة بعد الغزو الروسي الأوكراني ، و تمثلت في صورة العقوبات التي فرضتها أمريكا وأوروبا على روسيا .
لقد صدم العالم عندما قامت أمريكا والغرب بمصادرة الأموال الروسية ( يعني تأميمها ) ، ليس على مستوى البنوك ، بل تعدى الأمر لرؤوس أموال رجال الأعمال .
هذه القرارات هي جرس إنذار لكثير من دول العالم وخاصة الصين و دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ، فما معنى أن تختلف مع الإدارة الأمريكية ، فتقوم بتجميد أموالك واستثماراتك .
لقد شعرت السعودية ودول الخليج أن أموالهم الموجودة في أمريكا ودول الغرب والتي تقدر بالمليارات ليست في أمان ، وأن الغرب وأمريكا أماكن غير آمنه على أموالهم المكدسة لديهم ، وهناك الكثير من الإشارات السابقة التي أرسلتها الإدارة الأمريكية إلى المملكة السعودية كنوع من الابتزاز السياسي بتحميلها تعويضات لضحايا مقتل الحادث الإرهابي ” المصطنع ” ، تفجير البرجين في ٢٠٠١ ، والتي تقدر بالمليارات .
رفض السعودية والأمارات الطلب الأمريكي والبريطاني بزيادة إنتاجهم من النفط لدعم الدول الغربية والتزامهم بالمعدل الذي قررته منظمة ” الأوبك ” ، يمثل تمرد على سياسة أمريكا تجاه دول الخليج ( سيكون لها تداعيات مستقبلاً ) ، وفشل سياسة الرئيس بايدن في علاقته بالسعودية والأمارات ، والتي قد تكون لها تداعياتها على المنطقة في المرحله القادمة ، فالاعتداءات الإرهابية الأخيرة على السعودية من جماعة الحوثيين الإرهابية ، ورائها من وجهة نظري يد الأمريكان بتوافق إيراني رداً على الموقف السعودي ، وانه ليس ببعيد أن يعود الإرهاب مره أخرى للمنطقة ، مع تعديل مسرح العمليات الإرهابية .
الحرب اليوم ليست بين روسيا وأوكرانيا ، وإنما نحن أمام مواجهة بين القوى العظمى في العالم ، الروس والصين من ناحية ، وأمريكا والغرب من ناحية أخرى ، وأوكرانيا هي مسرح العمليات و ورقة يلعب بها أطراف الأزمة ، التي تقودنا إلى حرب عالمية ثالثة ، سوف تطول دول كثيره ، منها المنطقة العربية وعلى رأسهم دول الخليج ، وسيمتد تأثيرها الاقتصادي على مستوى دول العالم .
ما يحدث الآن هي معركة تكسير العظام بين الدول العظمى ، فلن تسمح روسيا بأنضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ، ولن تتراجع عن موقفها ، والأمريكان يعلمون ذلك ، وهم أصلاً غير جادين في ضمها للناتو ، وأن الأمر من الجانب الأمريكي لا يتعدى تحجيم النفوذ الروسي بسلسلة من العقوبات ورسالة إلى التنين الصيني ، الخطر الحقيقي على أمريكا ، رئيس مجلس أدارة العالم حتى الآن .