اين تذهب مليارات القروض الزراعية ؟! حيتان الزراعة يستغلون ” حياة كريمة ” لاسقاط المديونيات. . و قروض جديدة بتسهيلات المركزى !
كتب – محمد درويش :
كشف مصرفيون عن نشوب ازمة حادة بين البنك المركزى وقيادات البنك الزراعى بسبب اداراج شريحة من العملاء يصل عددهم اكثر من 24 ألف عميل من الشركات الزراعية وكبار المزارعين ، تبلغ إجمالي مديونياتهم نحو 3.4 مليار جنيه للاستفادة من مبادرة حياة كريمة لاسقاط ديون صغار الفلاحين المتعثرين لدى البنك الزراعى ممن تبلغ مديونياتهم من 10 الى 100 الف جنية بحد اقصى .
وارجع مصرفيون ان سبب نشوب الازمة بين البنك الزراعى والبنك المركزى بسبب ضغوط بعض منسقى حياه كريمة واعضاء بحزب مستقبل وطن لتعديل الـملف الإئتمانى ” آى سكور I – Score ” الخاص بعدد من الشركات الزراعية وكبار المزارعين المتعثرين لحذفهم من القوائم السلبية حتى يتمكنوا من التعامل مع البنوك مرة أخرى للحصول على قروض جديدة بنسبة 5% ضمن تسيهيلات المركزى بحجة عمل مشروعات تخدم الاقتصاد الوطنى !! .
غياب العدالة
تعددت صور غياب العدالة فى منح او منع القروض حيث كشف مراقبون ان غالبية قروض البنك الزراعى تذهب لصالح طبقة معينة من كبار المزارعين وشركات الاستثمار الزراعى على حساب سحق صغار المزارعين وحرمانهم من القروض الموجهة الى الانتاج الزراعى .. حيث يتمتع كبار المزارعين وشركات الاستثمار الزراعى بانواع متعددة من محفظة قروض البنك الزراعى بالملايين تحت مسميات متعددة تتسم بالعشوائية وتفتقد لوجود قاعدة بيانات بالمستحقين للقروض ذات الفائدة المنخفضة المدعومة من مبادرات البنك المركزى .
قروض محافظات الصعيد .
وتشير التقديرات طبقا لمسئولى البنك الزراعى الى أن إجمالي القروض التي تم منحها لمحافظات الصعيد خلال عام 2021، وصلت إلى حوالي 26 % من حجم محفظة الإئتمان، وذلك ضمن خطة التوسع في منح التمويلات في محافظات الصعيد، مشيرا إلى أن محفظة القروض وصلت إلى حوالي 14.2 مليار جنيه في نهاية نوفمبر 2021، والتي بلغت نسبة النمو الخاصة بها حوالي 50 % مقارنة بالعام الماضي.
دعم الإنتاج النباتي !
وطبقا لمسئولى البنك الزراعى وصل إجمالي القروض المخصصة لدعم الإنتاج النباتي في محافظات الصعيد خلال 2021 نحو 2.863 مليار جنيه من بينها 1.6 مليار جنيه لدعم انتاج محصول قصب السكر الذى يشهد تراجعا فى زراعتة عن الاعوام السابقة .
تمويلات بلا مردود !!
وتكشف بيانات البنك الزراعى أن إجمالي القروض الموجهة لتمويل المشروع القومي لإحياء البتلو بالصعيد نحو 1.2 مليار جنيه استفاد منها نحو 7800 عميل لتربية 81862 رأس ماشية .. الامر الذى اثار العديد من التساؤلات حول مردود تللك التمويلات فى توفير اللحوم التى شهدت اعلى مستويات لها مؤخرا .. العجيب فى الامر ان قطاع واسع من الحاصلين على التمويلات الزراعية غير المنسقة يطالبون الحكومة باسقاط المديونيات لتكبدهم الخسائر بحجة ارتفاع اسعار الاعلاف وغيرها من الحجج .. بل ويطالبون البنك الزراعى بمعاملتهم اسوة بمبادرة حياه كريمة التى تهدف لاسقاط مديونيات 24 الف عميل متعثر من الشركات الزراعية وكبار المزارعين التى تبلغ مديونياتهم 3 .4 مليار جنية !!!
لا توجد قوائم تفصيلية بالمستفيدين ؟
وكشف خبير مصرفى ان هناك غموض حول منح القروض وتعدد مسمياتها مما يتيح التلاعب وتسرب القروض لاشخاص بعينهم تحت العديد من المسميات .
وفى ذات السياق طالب خببر زراعى بعمل قاعدة بيانات تفصيلية وقوائم باسماء وملكيات الحاصلين على القروض لضبط عمليات منح القروض وحوكمة منظومة الاقراض الزراعى لوقف تسرب الاموال الى غير المستحقين فى ظل تعدد الجهات التى تمنح القروض الزراعية تحت العديد من المسميات بلا ضابط ولا رابط ولا تعرف طريقها الى صغار المزارعين .
وبدورنا نسال السيد القصير وزير الزراعة وعلاء فاروق رئيس مجلس ادارة البنك الزراعى المصرى .. اين تذهب قروض البنك الزراعى التى تجاوزت 14 مليار جنية وما هو مردودها على الانتاج و الاسواق والاسعار ؟ واين قروض احياء مشروع البتلو ولمن تذهب وهل توجد قوائم بياناتهم سواء من المزارعين او اصحاب مزارع الثروة الحيوانية .. ويظل السؤال الذى يبحث عن اجابة قروض زراعية بالمليارت فاين الانتاج ؟!!