الخطأ شيخ مرشد

بلا مناسبة عندي ، فيما أعلم ، وبمناسبة عنده ، بما علمه الله ، قال لي مولانا ( حِب الله ) رضي الله عنه وأرضاه ، وعنا به ، بإذن الله : كل الكلمات التي تبدأ بحروف الزيادة ، أي الألف والسين والتاء ، تعني الطلب ، كما في استشار واستخار واستقام ، فأنت تطلب المشورة ، وغيرك يشير عليك ، وتطلب الخِيَّرة ، وغيرك يختار لك ، وتطلب الإقامة ، وغيرك يُقِيمَك .
فأن قال لك : استقم ، فمعناه أنه يأمرك ، بأن تطلب منه ، أقامتك في المقام الذي أهلك له ، وخلقك من أجله ، فإياك أن تظن أنك قادر بنفسك ، على القيام ، حيث أمرك ، فالأمر ليس أمر قيام بك ، على وجه التحقيق ، ولكنه أمر إقامة ، به لك .
لا شيء يقوم بنفسه ، ولكن يقام بالقيوم .
لقد قال عز من قائل : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ، أي إرشدنا إليه ، وأقمنا عليه ، بك لا بنا ، فما من صراط ، ولا مهتدٍ إليه ، سالكٍ عليه ، بنفسه ، بل به .
ولعل أهم ما ينبهك ، إلى تلك الرقيقة الدقيقة ، الخطأ ، صغيرًا كان أو كبيرًا ، فإنه يدلك في كل وقت ، على أنك بنفسك هالك ، به سالك ، فتلجأ إليه ، من ضعفك إلى قوته ، من نقصك إلى كماله ، من عجزك إلى قدرته ، من ذلتك إلى عزه ، من جهلك إلى علمه ، من ظلمك إلى عدله ، وهكذا ، حتي تبقى ذاكرًا له ، على الدوام ، بحالك ، قبل مقالك ، وأفعالك .
بالخطأ تعرف نفسك ، وبالرجوع إليه ، تعرفه .
ولو أنه أقامك بنفسك ، أو به ، على الصراط ، دائمًا أبدًا ، فلربما ما عرفت نفسك ، على ما هي عليه ، وما عرفته على قدر ما أهلك له ، وخلقك من أجله .
الخطأ ، إن راقبت حالك ، مرشد لك ، لا يفارقك ، إن أحسنت الأستماع إليه ، تعلمت منه علمًا كثيرًا .
فالأهم من الخطأ الرجوع عنه ، إليه .
ساعتها عرفت المناسبة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى