إرهاب سوريا و الأمن القومي المصري…؟

تحقيق أجرته هبة مصطفى

 

منذ ان أعلنت اداره غرف العمليات العسكرية في سوريا سقوط النظام  وهروب الرئيس في 8ديسمبر 2024  وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرب كل البنية التكنولوجية والأسلحة الاستراتيجية و كذلك  التوغل و السيطرة على بعض  الأراضي السورية وتمددت القوات الصهيونية داخل الجولان حيث اعلن نتانياهو فض اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 والتوغل داخل احشاء سوريا و اعلان سوريا جبهة قتال ما يجعل حلم إسرائيل بإقامه دوله إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر في سبيله للتحقق
و يبرز هنا فى المشهد اللاعب التركي وحلم الخلافة من خلال دعم الجماعات الإسلامية المسلحة والقضاء على الاكراد حيث هذه الجماعات استولت بسهولة على السلطة وتحكم الان هذه الجماعات مموله دوليا و في التحقيق التي أجراه موقع بوليتيكا

حذر اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي العسكري من الأوضاع في سوريا  حيث أنها يمكن أن تؤثر على الامن القومي المصرى  إذ أنه بعد عودة إرهابيي تنظيم داعش  و فصائل إرهابية  و تكفيرية  أخرى مع ابو محمد الجولاني  يمكن أن يحدث ذلك تأثيرا كبيرا  على الامن القومي المصري .
وتوقع اللواء سمير فرج حدوث انقلابات و احتراب بين تلك الجماعات في حالة الإختلاف على اقتسام الغنائم بينها ما يحتم خلع الجولاني في الفترة القادمة.

و يؤكد  الكاتب الصحفى و المحلل الجيوسياسي اسامه الدليل  أن هذه القيادة التي فرضت نفسها على المشهد ليست قياده بالمعنى الذى نفهمه فى العلاقات الدولية  حيث لا يوجد هيكل للسلطه، والجميع يعلم أن هذه القيادة بكل مكوناتها هى احد التنظيمات الموصومة بالإرهاب دولياً و التي على راسها ابو محمد الجولاني او أحمد حسين الشرع  الإرهابي و المرصود لرأسه ملايين الدولارات ما يجعلنا ننظر لتلك السلطه  على أنها سلطة الامر الواقع و التي اضعها بين قوسين  ليكون السؤال، هل تمتلك هذه السلطة ادوات دوله او مؤسسات دوله، او هى قادرة لإنشاء دوله وفقاً لمتظور وطنى سورى مستقل اشك فى ذلك لعدة أسباب:
اولا : لان هذه الجماعات التى استولت بسهولة مطلقه على الحكم فى دمشق هى اصلا جماعات محموله يوجد من سلحها ، ومن دربها ، وهناك من.انفق عليها فهى رهينه رد الجميل ، ومعروف لقوي إقليمية دولياً فهم مدينون اثناء فتره مقاتله النظام فى الجمهورية العربية السورية
ثانيا : سلطه الامر الواقع الغير مكتملة الآن فى دمشق تواجه محاولات هندسه المشهد وفقاً لمصالح دوليا متعددة بمعنى نرى زيارات منن مسؤولين أوروبيين يريدون مصالح بعينها ويشترطون للتمويل شكلاً معينا من اشكال الحكم لا يتضمن وجود ،  كيانات اسلاميه وهذا ما قالته وزيرة الخارجية الالمانيه فى أثناء زيارتها  و لقائها مع وزير الخارجية الفرنسي.
و هنا سؤال يطرح نفسه في خضم هذه الأحداث و زعم هذه السلطه أن هناك سوريا جديدة اى جديدة ؟ وفقاً  لأى منهج ، او أي منظور قهذا الجولاني  أتى من عالم الاسلام الجهادى التكفيري ويريد أن يكون بديلا وان يكون هذا البديل ديمقراطياً فهو لم يأت من خلال صندوق الانتخابات، ولا  دستور وضعى ، ولا قانون ، و لابرلمان خاصة  و أن هذا العالم الاسلاموى التكفيري يكفر بكل هذه المفردات الدستور ، والقانون ، والمساواة بين الرجل والمرأة ، ودوله المواطنه كل هذا لديهم كفرا بواح .
واختتم الليل قائلا أن هذه السلطة لا ارى لهم مستقبل الا اذا نفذت الشروط لكى تحصل على الاعتراف الدولى ، وإذا اذعنت لإرادة الصهاينة فى احتلال جبل الشيخ ، والأراضي التى استولت عليها خاصة بعد تدمير الجيش العربي السوري ما جعل سوريا دولة منزوعة السلاح فكيف تشترى سلاح لتكوين جيش هل ستكون جيش مثلا لمقاتله اسراءيل .

نجد كلا من امريكا ، و جماعة الإخوان المهوسه التى تدور فى فلكها أن ما حدث فى سوريا حسب رؤيتهم له تاثير (الدومينو افكت ) و التي كانت لديهم نظريه فى عام ٢٠١١  حيث أن ما حدث فى تونس تترتب عليه تداعيات في بلدان أخرى ما
١- لان على مستوى الإقليمي بالتداعى العراق لان يوجد. بها جماعات شيعيه، و دواعش جماعات مسلحه كان من باب اولى إن تخاف العراق وليس مصر وقال هل يوجد بمصر جماعات مسلحه مثل جماعات نور الدين نكى ، وجماعات هيئه تحرير الشام فى مصر كانت الاباده الحل السليم مع هذه الجماعات بينما أهم اخطاء بشار الاسد حيث اوجد حل وسط فى التسويه فى ان يكون ملجا لهم فى ادلب ، وملجا اخر فى درعا وابتدا ان يكون لهم بيئة حاضنه لكن مصر بدون هذه الجماعات.
ليبيا مقسومه غرب تتبع الجماعات والشرق يوجد بها جيش وطنى لا توجد هذه الجماعات التى تملك تلك التهديد للدولة المصرية .

أما عن المشهد المصري  و الأمن القومي المصرى أكد الدليل  أن المشهد في مصر بعيد عن تعقيد الصورة في كثير من البلدان العربية حيث أنه لا يوجد في مصر مكان لتلك الجماعات المسلحة التي يمكن  أن تهدد الدولة  فمصر التي قوامها 108مليون مواطن ، و تستضيف و12مليون لاجئ .
و اضاف  الدليل أن التسليح المصري غير طبيعي فوقا لترتيب “جلوبال فايرباور”  فإن مصر ترتيبها ال 15بينما اسرائيل ال17
وفى القدره الجوية  تأتي مصر في المركز الثامن بينما اسرائيل التاسع عشر  أما على المستوى العربي يوجد فارق مروع بين  الموقف المصري و الاوضاع في سوريا، والعراق ، وليبيا و بقيه المشاهد فى المنطقه إضافة إلى ذلك أنه هناك البعد الجغرافي ما يمنع حدوث أي تداعيات في مصر خلاصة القول مصر لن تعود إلى الفوضى مرة أخرى

و يرى الدكتور صبره القاسمي الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية  أنه في حال تولي الإدارة الجديدة الحكم فى سوريا سيكون الوضع شديد الالتهاب و الصعوبة لأن ذلك من شأنه أن يطيل أمد الصراع خصوصا و أن رموز الحكومة الانتقالية مجموعة من الخارجين عن قواعد القانون الدولى الإنساني و كافة الأعراف الدولية .
كما أن تولي هذه العصابات للحكم سواء بصورة مؤقته أو دائمة يؤدي لتقويض أي جهد دولي يهدف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة قد يؤدي تولى القيادة الجديدة إلى زيادة التطرف في المنطقة، حيث قد يستغل تنظيمات أخرى هذا الوضع لتجنيد المزيد من المتطرفين و قد بدأت ملامح ذلك حيث يقوم العديد من قيادات الفصائل بتوجيه الأفراد باستغلال الأحداث و بذل مزيد من الجهد في نشر الدعوة و الأفكار المتطرفة بين عناصر الشباب فى دول الجوار و بعض الدول الإقليمية و الأوربية و حتى الولايات المتحدة الأمريكية لن تسلم من ذلك .

حيث قد تزداد المعارك والعنف، مما يؤدي إلى نزوح المزيد من المدنيين ومزيد من تدمير البنية التحتية.
لكن يجب التأكيد على أن هيئة تحرير الشام خططت لخداع الجميع و أنها لن تكون تحت السيطرة أبدا في المحيط العربي أو الإقليمي و قد تفلت من بين أيادي المسيطرين حاليا عليها فدائما ما تخرج هذه الجماعات عن سياق السيطرة و العودة إلى سيرتها الأولى .

و أشار القاسمي إلى أن الموقف المصري يعد من  أهم المواقف الدولية التى تتسم بالتعقل و الإحترام  حيث لم تسرع كما سارعت بعض الدول بمنح هذه العصابات إعترافا ضمنيا أو حقيقيا ، بل على العكس من ذلك تحاول الدولة المصرية حماية نفسها بالتحصن بالقرارات الإيجابية مثل قرار عدم السماح بدخول السوريين من كافة أنحاء العالم سوى المصرح لهم بذلك .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى