أهو رهان على إفساد الفن؟!
أهو رهان على إفساد الفن و الذوق العام في مصر أم هو محاولة من رأس المال كسر السياج القيمي و الأخلاقي للنشئ الجديد لهذه الأرض الطيبة الشامخة بعظمة الأجداد وحضارتهم و فنونهم فتوارثت الأجيال تأثيرها على الأقطار المحيطة فشكلت وجدانها فيما يسمى “بالقوة الناعمة” تفرد لمصر مكانة عظيمة و عزيزة على كل من وطأت قدماه أرضها و لكن ….. وللعجب العجاب تدور محاولة لهدم هذه القوة الناعمة والتي لم يستطع أن ينال منها الأنداد والأضداد على أيدي أبنائها…… فما الهدف من وراء ذلك !!!
فقدشاهدنا في الأيام القليلة الماضية تصريحات لنقيب الموسيقيين على خلفية منع نقابة المهن الموسيقية لأحد لاعبي المهرجانات – و أعني هنا كلمة لاعب- وهو (ليس عضوا بالنقابة ولكنه يحصل على تصاريح للغناء) وقد أصدر القرار مجلس النقابة بالإجماع عقابا له على الغناء بألفاظ فاحشة تخدش حياء المجتمع وهو ما يعد إنتصار للقيم و الأخلاق وتطهير للفن من هذا الدنس العالق المسمى ب”المهرجانات” .إلى هنا انتهت القصة بين النقابة و شاكوش المهرجانات.
ولكن حقيقة من هنا بدأت القصة فعليا حيث اتنقد أحد كبار رجال المال و الأعمال موقف النقيب و النقابة على مواقع التواصل الإجتماعي و استنكر اعلان النقيب للواقعة وبدأ في الهجوم على شخصه و دوره في النقابة و إمعانا في الهجوم أخذ يبخس في قيمة النقيب الفنية بإدعاء انه لا يسمعه
و لكن هناك عدة اسئلة تطرح نفسها هنا لمصلحة من يتخذ رجل الأعمال هذا الموقف ؟ما هو مدى فهمه للغناء و فنونه؟ وهل هذا التردي الفني و الأخلاقي و هدم الأجيال الناشئة عبر هذا الإسفاف اللفظي هو ما يسعى إليه رجل الأعمال ؟و كلها أسئلة اتركها للقارئ ليجيب عليها.
ثم دارت معركة حامية الوطيس بين النقيب ممثلا للدولة في صورة نقابة المهن الموسيقية و بين رجل الأعمال و لا نعلم ممثلا لمن !!!وأخيرا وصلنا للمرحلة الأهم حيث ظهر فاعل جديد في تأجيج الصراع و هو واحد من أهم الإعلاميين المصريين و العرب إن لم يكن أهمهم عبر قناة عربية نافذة ليتم تداول الصراع على أوسع نطاق ليرى العالم العربي ماذا يحدث في الفن المصري الرائد و القائد في المنطقة برموزه الذين شكلوا وجدان العالم العربي من المحيط إلى الخليج و مدى الإنهيار القيمي و الإبتذال الذي أصبح عليه الغناء المصري و كذلك دعم هذا الإنحطاط الفني و الأخلاقي من خلال (طبقة) رجال الأعمال وعلى خلفية هذه المعركة ظهر فارس جديد وهو أكبر النقاد الفنيين سنا و مقاما والذي يحمل للأسف تراث عائلة عريقة في الفن والأدب ليهاجم النقيب بطريقة تعكس هول الكارثة الفتية و الأخلاقية التي ألمت بالفن المصري و الذي تولى الرد عليه هنا واحد من أهم القمم الغنائية وىكاد يكون الوحيد المتبقي من زمن الفن الجميل و الذي دافع بشراسة عن موقف النقابة في التصدي لهذه الظاهرة اللاأخلاقية.
ولم يكتفي الإعلامي الكبير بهذا بل استضاف أحد مطربي المهرجانات و أحد المطربين الشعبيين في تحد صارخ لدور النقابة في الحفاظ على الموسيقى المصرية وقيمنها و نراثها على مدى العصور.
أخيرا……هل تقبل الفضائية العربية والتي كانت بمثاية ناقل الكفر أن يحدث هذا الهراء والنزيف الأخلاقي بين شباب البلاد التابعة لها!!!!